الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أكل ذبيحة لم يكتمل ذبحها في المرة الأولى ثم أكمل في المرة الثانية

السؤال

أحسن الله إليكم وأثابكم.
سائل يقول: ذبحت خمس دجاجات وتركتها، وزوجتي معها لتسلخها، وبعد دقائق جاءتني زوجتي وقالت: اثنتان لم تموتا، قال: ففتشت مكان الذبح فوجدت المريء والحلقوم بينة الذبح، وانصرفت، وقلت لها الدجاج عادة البعض منه يتأخر خروج روحه، وبقيت الزوجة المسكينة تنتظر وتراقب، فوقفت الدجاجتان وتحركتا مع أخواتهما الأخريات اللاتي لم تذبحن، وبعد حوالي الساعة جاءت لزوجها لتقول له الحكاية، فخرج الزوج ليشاهد الدجاجات كأنها عادية رغم أن الدم ينزف منها، قال: فأخدتها من جديد وأمررت السكين عليها ظانا أن بعض الأوردة لم تقطع، وفعلا بعدها ماتت الدجاجتان .
السؤال: ما حكم أكل هاتين الدجاجتين وقد ذبحت مرتين، والفاصل الزمني حوالي الساعة وربما أقل قليلا أو أزيد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذابح إذا أنفذ مقتل المذبوح في الذبحة الأولى دون أن تكون ذكاته قد كملت، ثم أكمل الذكاة في المرة الثانية، فإنه لا يؤكل. فقد جاء في الشرح الكبير للعدوي المالكي عند قول خليل في المختصر " بلا رفع قبل التمام" قال : "بلا رفع- للآلة- قبل التمام؛ فإن رفع يده قبله ثم عاد لم تؤكل إن طال، وسواء رفع يده اختيارا أو اضطرارا، فإن عاد عن قرب أكلت رفع يده اختيارا أو اضطرارا".

وجاء في المسوعة الفقهية عند بيان شَرَائِط الذَّابِحِ: وأَلاَّ يَرْفَعَ يَدَهُ قَبْل تَمَامِ التَّذْكِيَةِ.

وعلى هذا فالظاهر أن هاتين الدجاجتين لا تؤكلان لرفع الذابح يده قبل تمام الذبح وحصول الطول بعد ذلك. اللهم إلا أن تكون ذكاتهما قد كملت -قطعا- في المرة الأولى، فإن إعادة الذكاة حينئذ لا ضرر فيها؛ فهي لا تعدو أن تكون قطعا قبل زهوق النفس وبعد الذبح، وقد بينا إباحة ذلك كما في الفتوى رقم: 17801.

وانظر الفتوى رقم: 47137 للمزيد من الفائدة عن الذكاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني