الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من إقامة الحد إذا لم يوجد ما يوجبه

السؤال

بالإشارة إلى السؤال رقم: 2368134، فصديقي مصر إصرارا تاما على أن يبلغ عما حدث ليتم تطبيق حد القتل عليه, لأنه يظن أنه بات يشكل خطرا على الآخرين من ناحية الانتقام ممن أساء له وأيضا الحقد يملأ قلبه, وأنا أرى أن تطبيق حد القتل عليه فيه نوع من الرحمة له خصوصا أن الشرع يحكم بهذا الحد, وأنا شخصيا أستغرب بشدة اعتباركم له بأنه مذنب وهو الذي تعرض للتحرش ولا ذنب له, والذي حدث بالضبط أن قام عدة شباب بوكزه في دبره لإهانته وإذلاله، والمقصود أنه يريد الطريقة التي يبلغ بها عن نفسه مع الستر عليه بالإضافة إلى الوجهة التي يجب عليه الذهاب لها للتبليغ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكر من أن هذا ما تصرف به هؤلاء الشباب معه، فهو لم يرتكب جريمة اللواط أصلا، ونحن في فتوانا السابقة لم نعتبره مذنبا من هذه الناحية، وللأهمية نرجو الرجوع إلى الفتوى رقم: 22549، ففيها التعريف الشرعي للواط.

وإذا كان الأمر كذلك ـ أي أنه لم يفعل ما يستوجب الحد ـ فما الداعي لذكر إقامة الحد هنا وشغله نفسه بهذا الأمر لهذه الدرجة، فننصحك وننصحه بالإعراض تماما عن إثارة هذا الموضوع أو التفكير فيه، وعليه أن يعلم أنه إذا أقدم على القتل يكون قد جنى على نفسه جناية عظيمة، وضيق عليها أشد الضيق، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما.

ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 43107، لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني