الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ الدواء لمصلحة الجنين متعين

السؤال

أنا امرأة حامل في الشهر الأول واتضح عن طريق التصوير الصوتي أن لدي كيس "هرموني" فوق أحد المبايض فوصفت لي الطبيبة نوعاً من العلاج المثبت للجنين لئلا يتقلص الرحم بسبب هذا الكيس فيحصل الإسقاط ولو لم آخذ العلاج فيحتمل تمام الحمل ويحتمل سقوطه. السؤال: هل يجوز لي ترك هذا العلاج؟ مع العلم أن هذا الكيس قد يزول من نفسه بلا علاج والعلاج الموصوف ليس علاجا للكيس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذا العلاج الذي وصف لك هو لمصلحة ا لجنين خشية سقوطه، وتركك لاستعماله يكون سبباً قد يؤدي إلى سقوط الجنين في أي مرحلة من مراحل نموه.
وعلى هذا نقول: إنه لا يجوز لك ترك التداوي به، لأن التسبب في إسقاط النطفة بعد استقرارها في الرحم إذا كان قبل نفخ الروح فيها لا يجوز عند طائفة من أهل العلم. يقول المحب الطبري من الشافعية: اختلف أهل العلم في النطفة قبل تمام الأربعين، فقيل: لا يثبت لها حكم السقط والوأد. وقيل: لها حرمة، ولا يباح إفسادها، ولا التسبب في إخراجها بعد الاستقرار في الرحم.
نهاية المحتاج للرملي 8/416.
وإذا كان التسبب بعد نفخ الروح فيها بلا ضرورة ملجئة فهو محرم بالإجماع، يقول الدردير المالكي في الشرح الكبير: ولا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوماً، وإذا نفخت فيه الروح حَرُم إجماعاً.
الشرح الكبير2/266.
فيظهر من كلام العلماء أنه يجب على الأخت السائلة أخذ هذا الدواء منعاً للجناية على الجنين في أي مرحلة من مراحل نموه في الرحم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني