الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول مكمل غذائي يؤدي لعدم الحفاظ على الوضوء

السؤال

أعاني من كثرة الغازات، وأعتقد أن السبب مكمل غذائي، فلا أستطيع الحفاظ على وضوئي.
فهل أحاسب على أخذه، مع العلم أنه ليس ضروريا ما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجرد كثرة الغازات ليس فيه ما يوجب الإثم، ولا يجب الحفاظ على الوضوء إلا بقدر ما تؤدى الصلاة، فإن كنت تتمكن من أداء الصلاة بوضوء صحيح، فلا إثم عليك فيما عدا ذلك، ولا يجب عليك ترك هذا المكمل الغذائي، وإن كنت لو أكلته لم تجد وقتا يتسع للطهارة والصلاة، فحكمك حكم صاحب السلس، فتتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها، وتصلي الفرض وما شئت من النوافل، ولكن يحرم عليك أكل هذا المكمل إذا كنت تقصد بذلك إسقاط الواجب الشرعي وهو الطهارة، كما يحرم السفر بقصد الفطر ونحو ذلك، وأما لو أكلته لحاجتك له، فترتب على ذلك حصول السلس، فإنه لا شيء عليك إن شاء الله، وتتوضأ بعد دخول الوقت؛ كما ذكرنا.

قال الشيخ ابن عثيمين: لو أكل البصل لأجل أن يتخلف عن صلاة الجماعة فهذا شيء آخر.. هذا حرام، ولهذا نقول: يجوز للإنسان أن يسافر للنزهة في رمضان ويفطر، لكن لو سافر ليفطر حرم عليه السفر وحرم عليه الفطر، ففرق بين من يقصد التحيل على إسقاط الواجب أو على سقوط الواجب، وبين شخص أكل الشيء لحاجته له أو لشهوته له، ثم يكف أذاه عن المسلمين. انتهى.

وهذا في معنى هذه المسألة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني