الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرسلت صورة فتاة لشاب وندمت ولا تستطيع الاستسماح منها

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، وكانت لي علاقات سابقة مع شاب لا تتعدى المكالمات الصوتية، وخلال فترة تعارفنا طلب مني إرسال صورتي حتى يراها, وقد قمت بإرسال صورة لفتاة أعرفها شخصيا, وقد أرسلت صورتها للشاب على أن هذه هي صورتي, ولكن في الحقيقة هي ليست صورتي بل لفتاة أخرى أعرفها, ولكن هذه الفتاة لا تعلم بما فعلت، وأني أرسلت صورتها لشاب يراها، وأنه رآها وأعجب بها، وبعد ذلك قام بحذفها. وقد فعلت هذا العمل وكنت منغمسة بالشهوات، وكأن هناك غشاوة على قلبي, والآن قد منّ الله علي بالتوبة، ويعلم الله أنني نادمة أشد الندم على ذلك وسائلة الله أن يغفر لي خطيئتي.
سؤالي هو: كيف أكفر عن ذنبي هذا وهو إرسالي للشاب صورة فتاة دون علمها، وأنا على معرفة بهذه الفتاة حاليا، ولكنني قطعت علاقتي بهذا الشاب وتبت إلى الله. علما بأنني أعلم أن هذا الذنب هو حق من حقوق الناس ولا بد من طلب السماح من الفتاة، ولكنني لا أستطيع ذلك إطلاقا. فماذا أفعل ؟ وهل الدعاء لهذه الفتاة بظهر الغيب يكفر عن هذا الذنب أو لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بندمك على ما فات، وتوبتك إلى الله وقطعك العلاقة مع ذلك الشاب. والواجب عليك الحذر من العودة لمثلها مستقبلا، فإن هذه الأفعال التي ذكرت ذنوب قبيحة، وهي مما يسخط رب العالمين.

ولا شك في أن من تمام توبة المرء من حقوق العباد استحلالهم فيما وقع منه تجاههم من تقصير. وقد اختار جمع من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، أن مثل هذه الحقوق المعنوية يكفي الدعاء لأصحابها والاستغفار لهم، وراجعي الفتوى رقم: 18180 لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني