الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فرق بين الفرح بالطاعة وبين العجب المذموم

السؤال

أولاً: جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.
ثانيًا لدي سؤال -لو تكرمتم -: إذا أعجب الإنسان بعمله, فهل يحبط عمله ويذهب أجره؟ فلو أدى شخص فريضة الحج, وعندما يهنئه الناس بذلك يشعر ويحس بفخر أو بإعجاب بحجه, فهل يحبط عمله؟ وهل توجد كفارة لذلك؟
شكرًا جزيلًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإحساس بالفرح بما أنعم الله به على العبد من أداء فريضة الحج أو غيرها من الطاعات التي وقعت بإخلاص لا حرج فيه, ولا يؤثر على العمل ما دام قد وقع بإخلاص لله تعالى؛ فقد قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58], وروى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سرته حسنته, وساءته سيئته فهو مؤمن" صححه الألباني, وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ, قَالَ: "تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ", ولمعرفة حقيقة الرياء وما يترتب عليه انظر الفتوى: 10992.

والعجب المذموم - كما قال العلماء - هو: استعظام العمل أو النعمة والركون إليها, مع نسيان إضافة ذلك إلى المنعم سبحانه وتعالى, وانظر الفتوى: 32856 .

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الإخلاص والصدق في القول, والثبات في العمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني