الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تذكير الفعل في قول الله (وَقَالَ نِسْوَةٌ)

السؤال

لماذا جاء الفعل مذكرًا في قوله تعالى في سورة يوسف: (وقال نسوة في المدينة)؟
وشكر الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلم يؤنث الفعل الذي هو (قال) في قوله تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ. لأن لفظ نسوة مؤنث غير حقيقي.

قال صاحب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: قوله: وَقَالَ نِسْوَةٌ. النسوة فيها أقوال:

- المشهور: أنه جمع تكسير للقلة على فعلة، كالصبية والغلمة، ونص بعضهم على عدم اطرادها، وليس لها واحد من لفظها.

- والثاني: أنها اسم مفرد لجمع المرأة، قاله الزمخشري.

- والثالث: أنها اسم جمع، قاله أبو بكر بن السراج، وكذلك أخواتها: كالصبية والفتية.

وعلى كل قول فتأنيثها غير حقيقي فهو باعتبار الجماعة، ولذلك لم يلحق فعلها التأنيث. اهـ.

وعلى الأخ الكريم أن يعلم أن النحاة قد نصوا على أن التاء لا تجب مع الفعل الذي فاعله اسم ظاهر مؤنث حقيقي التأنيث، إلا إذا كان الفاعل مفردًا كـ(هند)، وهذا محل اتفاق منهم، أو كان جمع تصحيح كـ(مسلمات) على خلاف فيه، فقد أجاز الكوفيون وأبو علي الفارسي أن يقال: جاء المسلمات.

أما إذا كان الفاعل جمع تكسير أو اسم جمع كـ(نسوة)، فيجوز في الفعل أن يذكَّر نظراً لمعنى الجمع، وأن يؤنث نظراً لمعنى الجماعة. وانظر شراح الألفية عند قول ابن مالك:
والتاء مع جمع سوى السالم من مؤنث كالتاء مع إحدى اللبن

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني