الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط جواز ضرب الزوجة

السؤال

أنا أضرب زوجتي للأسباب التالية:
1-تقوم بشتمي، والصراخ، بألفاظ سيئة مثال: أنت غير محترم، أنت أهلك لم يربوك، أنت لا تفهم، وأنت لست رجلا. والعديد غيرها.
2--تقوم بإهانة أهلي جميعهم، وبالأخص أمي، ظننا منها أني أقف معهم بكل شيء، مع العلم أني أعدل بينهم، كانت تحرضني على عدم الإنفاق على أمي؛ لأنها أحق منها؛ وتستمر بالإهانات، وأصبر عليها، في كثير من الأحيان أكثر من ساعة، وأحاول أن أنتقل إلى مواضيع أخرى لتجنب المشكلة، ومع ذلك لا تسكت، وتقول باستمرار أنت السبب؛ لأنك ظلمتني من البداية، والظلم الذي تتكلم عنه أنني أجبرتها في البداية على السكن قرب منزل أهلي (أمي)؛ لأن أبي متزوج، وأمي تريد جميع أولادها بالقرب منها، وحاولت إقناع أمي ولكن رفضت، فقمت بالسكن بمنطقة بعيدة قليلا عن أمي، وأمي ليست على علاقة جيدة بزوجتي، مع العلم أن زوجتي في البداية كانت تزور أمي وتتقرب منها، ولكن أمي لا تحبها؛ لأنها جعلتني أسكن بعيدا قليلا عنها، وأعلمك أن زوجتي دائما تريدني أن أحب وأتقرب إلى أهلها فقط، وبالمقابل تكره أهلي، وإذا انتقدت أهلها في أي موضوع تنقل المشكلة مباشرة إلى أهلي وتبدأ بالإهانات والصراخ.
أرجو معرفة هل ضربي لها حرام أم لا، مع العلم أنه في بعض الأحيان يكون شديدا بعض الشيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشتم الزوجة لزوجها وسبه، مما يبيح ضربها للتأديب، بخلاف شتمها لأهل الزوج وإهانتهم، فلا يبيح للزوج أن يضربها.

قال الشربيني :...ولا الشتم له، ولا الإيذاء له باللسان أو غيره، بل تأثم به، وتستحق التأديب عليه، ويتولى تأديبها بنفسه على ذلك، ولا يرفعها إلى قاض ليؤدبها؛ لأن فيه مشقة وعارا، وتنكيدا للاستمتاع فيما بعد، وتوحيشا للقلوب، بخلاف ما لو شتمت أجنبيا. اهـ.

والضرب يباح إذا رجي صلاح الزوجة به، ولا يباح لمجرد التشفي والانتقام.

قال الشربيني: إنما يجوز الضرب إن أفاد ضربها في ظنه، وإلا فلا يضربها كما صرح به الإمام وغيره. اهـ.

ويحرم على الزوج أن يضرب زوجته ضربا مبرحا على كل حال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك، فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف ... الحديث، أخرجه مسلم.

قال النووي: أما الضرب المبرح، فهو الضرب الشديد الشاق، ومعناه اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا شاق. اهـ.

وحتى في حال إباحة ضرب الزوجة فتركه أولى.

قال الإمام الشافعي بعد أن ذكر جواز ضرب الناشز للتأديب: ولو ترك الضرب كان أحب إلي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لن يضرب خياركم. اهـ.

وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 166297 22559 69 57395

وانظر بعض النصائح لعلاج الزوجة سيئة الخلق في الفتوى رقم: 161869

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني