الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم لبس النقاب إذا تسبب في ضيق وحرج شديد

السؤال

أنا من تونس، ألبس الحجاب الشرعي، ولكن أتشوق للبس النقاب، ولا يمنعني عنه شيء إلا أن الأحوال الأمنية هنا لا تسمح بذلك، فقد يبدو أنه بعد الثورة قد اختلف الوضع، ولكن ليس للنقاب، فهو مرفوض تماما، ونشهد كل يوم العديد من الاعتقالات و التنكيل للملتزمين، وهو ما يتحجج به والداي، وخاصة أن لنا مشاكل في العائلة في السابق في هذا النطاق. كما أن البلد ليس مجهزا للنقاب فمثلا أعوان المرور رجال، حتى عند طلبه لهويتك والكشف عن وجهك لن أستطيع منعه، أو المطالبة بعون امرأة؛ لأنهم لن يقبلوا بحجة تعطيل الإجراءات، وكرهم للنقاب كسبب رئيسي، ناهيك عن الدراسة التي ستصبح شبه مستحيلة بالنقاب فهو ممنوع في قوانيننا.
فالملخص: هل يسقط الفرض للعجز مثلما قال بعض شيوخ تونس في النقاب لدرايتهم بالأحوال ؟ هل أبقى بالحجاب إلى أن تتيسر الأمور قليلا ويتحدد وضع البلاد ويستقر ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتغطية الوجه بالنقاب أو غيره واجب على المرأة المسلمة على الراجح من أقوال الفقهاء، وسبق بيان ذلك بأدلته بالفتوى رقم: 4470. فلا يجوز للمسلمة التفريط في هذا الواجب. ومهما أمكنها التمسك به ولو مع شيء من الضيق والمشقة المحتملة، فلتفعل، ففي هذا تثبيت لهذا المبدأ الشرعي. وراجعي الفتوى رقم: 102728 وفي هذه الحالة لا تجب طاعة الوالدين فيه كما هو مبين بهذه الفتوى. وإذا أجبرت المرأة على كشف الوجه للرجل الأجنبي لمعرفة الهوية ونحو ذلك، فلا حرج عليها في كشفه دفعا للحرج.

وإذا كان تغطية الوجه يلحق المرأة بسببه ضيق وحرج شديدان، فلا حرج عليها في كشفه عند خروجها من بيتها. وهنا يمكن أن يقال بسقوط الفرض للعجز. وعليها في هذه الحالة أن تلزم بيتها فلا تخرج منه إلا لما لا بد لها منه. وراجعي الفتوى رقم: 157683 ، والفتوى رقم: 47389.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني