الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشروع بلا خلاف عند زيارة القبور هو الدعاء للأموات

السؤال

هل تنفغ قراءة بعض الآيات القرآنية للميت أثناء الزيارة له أو الدعاء أفضل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمشروع بلا خلاف عند زيارة القبور هو الدعاء للأموات، وقد وردت بذلك السنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره، وجرى على ذلك عمل السلف، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 76733 // 76733 // 121610 .

وأما قراءة القرآن، ففي مشروعيتها عند الزيارة خلاف بين أهل العلم، والأولى اجتنابها وراجع الفتوى رقم: 14865 .

وأما قراءة القرآن مطلقا، وإهداء ثوابها للميت فهو مما ينتفع به الميت إن شاء الله تعالى في أصح قولي العلماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى الكبرى) له ما نصه: أَمَّا الصَّدَقَةُ عَنْ الْمَيِّتِ فَإِنَّهُ يُنْتَفَعُ بِهَا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، ... وَكَذَلِكَ يَنْفَعُهُ الْحَجُّ عَنْهُ، وَالْأُضْحِيَّةُ عَنْهُ، وَالْعِتْقُ عَنْهُ، وَالدُّعَاءُ وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُ. بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ. وَأَمَّا الصِّيَامُ عَنْهُ، وَصَلَاةُ التَّطَوُّعِ عَنْهُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْهُ، فَهَذَا فِيهِ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ؛ أَحَدُهُمَا: يُنْتَفَعُ بِهِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَحْمَدَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَغَيْرِهِمَا. وَبَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَالثَّانِي: لَا تَصِلُ إلَيْهِ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 67973 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني