الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحري الحلال محمود والغلو والتنطع مذموم

السؤال

أود أن أسألكم عن كيفية تحري الحلال، فقد أصبحت أخاف كثيرا من أي طعام آكله إن كان حلالا أم حراما، فهل صحيح أنه إذا كان الطعام من بلد مسلم يحكم بحليته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتحري الحلال أمر حسن محمود فاعله، لكن لا ينبغي أن يصل هذا بصاحبه إلى حد الغلو والتنطع فيصير من أصحاب الورع البارد الذين يتركون ما لا شبهة فيه خوفا من الإثم، وقد حذر من مثل هذا أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 196231.

والأصل في الأشياء كلها الحل والطهارة، فما كان من طعام فالأصل أنه مباح، وكذا الألبسة والأشربة وغيرها حتى يظهر ما يقتضي التحريم أو الكراهة، فعليك أن تجتهدي في طلب العلم فإنه هو العاصم من الزلل والكاشف لما يحل وما يحرم، فما استبان تحريمه فاتركيه، وما كان مشتبها فالأولى اجتنابه، كما قال صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.

وما لم يكن مشتبها فتوقيه والشك في حله هو من الورع المذموم ـ كما قدمنا ـ وما أشكل عليك من ذلك فاسألي عنه بخصوصه أهل العلم يبينون لك حكمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني