الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم جواز كشف الذراعين أمام الأجانب إلا للضرورة

السؤال

لقد سألت فضيلتكم من قبل أنني فتاة في السنة الأخيرة من كلية الطب، وأريد التخصص في مجال الجراحة العامة مع ما قد يستلزمه ذلك من ضرورة كشف الذراعين في التعقيم في العمليات، وذلك قد يكون على مرأى من الأطباء الرجال، ولكنكم أفتيتموني بأن أبحث عن تخصص آخر إذا استلزم الأمر كشف الذراعين أمام الأجانب، وذلك في الفتوى رقم: 194779
ولكنني وجدت فتوى أخرى لفضيلتكم بجواز عمل المرأة في الجراحة حتى وإن استلزم كشف ذراعيها للضرورة القصوى للعمليات، بدعوى أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن المحرمات تباح للضرورة، وذلك عملا بالآية: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ. وأيضا الآية: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَاد فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. ورقم الفتوى: 116181
وأنا الآن في حيرة شديدة: هل أبحث عن تخصص آخر أم أتوكل على الله وأتخصص في ذلك المجال، والذي تقل فيه نسبة النساء الطبيبات مما يضطر الكثير من نساء المسلمات أن يكشفن عند الأطباء الرجال بسبب ندرة الطبيبات في ذلك المجال.
وجزاكم الله خيرا على مجهودكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تعارض بين الفتويين المذكورتين، ففيهما اتفاق على عدم جواز كشف الذراعين أمام الأجانب إلا للضرورة، والسبب المذكور في السؤال ليس من الضرورة ولا من الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة لكشف الذراعين، وتقدير الضرورة والحاجة التي تنزل منزلتها يختلف باختلاف الأحوال، ويحتاج إلى سؤال أهل العلم المطلعين على ظروف الواقعة محل السؤال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني