الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء للمريض الميؤوس من شفائه

السؤال

عمي تجاوز عمره السبعين سنة, وهو مريض بالسرطان, وعند زيارته والدعاء له بما ورد في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ, فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ" أشعر بنوع من اليأس قائلًا في نفسي: "ربما قد حانت ساعته, والمرض هو سبب".

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المؤمن حال الدعاء أن يدعو الله وهو موقن بقدرة الله على إجابة دعائه، كما جاء في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. أخرجه الترمذي، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اهـ.

وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم -عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة, وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. فعليك أن تدعو الله وأنت محسن الظن به، ومعظم للرجاء في قدرته وفضله، وجاهد نفسك في دفع وساوس اليأس والقنوط، والقيد الذي في الحديث: لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُه.

قال ابن عثيمين: ليس الذي فيه مرض الموت. اهـ. فما دام المريض لم تلح عليه أمارات الموت, فإنه يشرع أن يدعى عنده بهذا الدعاء، ومن يدري فلعل الدعاء يكون سببًا - بإذن الله تعالى - في الشفاء، وما ذلك على الله ببعيد.

وراجع للفائدة الفتويين: 9890 - 30799.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني