الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شراء أرض أخذها بائعها هدية مقابل شهادته لآخر

السؤال

لقد أخطأت في كتابة بريدي الإلكتروني وها أنا أراسلكم بعد تصحيح الخطأ، شيوخنا الكرام، أخي يريد شراء قطعة أرض من صهره ـ والد زوجته ـ ويريد معرفة الحكم الشّرعي لهذه المعاملة، في سبعينيات القرن الماضي بتونس أراد أحد الأشخاص تسجيل الأرض التي كان يستغلها باسمه فأحضر معه شاهدين أحدهما صهر أخي الذي شهد بأن هذا الشّخص يستغلّ الأرض المذكورة منذ أن تعرّف عليه، وتم الأمر، فقام مالك الأرض بإعطاء قطعة أرض صغيرة لكلّ شاهد نظير شهادته، وصهر أخي لم يشأ أن ينتفع بنصيبه، لأنّه قد راوده الشّك في كون هذا الشّخص قد لا يكون المالك الأصلي خاصّة وأنّ كثيرا من النّاس في تلك الفترة قد استغلّوا بعض الأراضي التي ليست ملكا لهم ثم قاموا بتسجيلها لفائدتهم، وصهر أخي لم يطالبه أحد بقطعة الأرض على أنّه مالك لها، أفتونا بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي اتضح لنا من السؤال هو أن صهر أخيك قد طلب منه صاحب الأرض الذي كان ينتفع بها أن يشهد له على هذا الانتفاع، وقد شهد بما علم فحسب، فأكرمه المشهود له بأن وهبه قطعة أرض، وإذا كان كذلك وهو لا يعلم كون الأرض مملوكة لأحد فلا حرج عليه في الانتفاع بها بالبيع أوغيره، قال شيخ الإسلام: وَالْأَصْلُ فِيمَا بِيَدِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ مِلْكًا لَهُ إنْ ادَّعَى أَنَّهُ مَلَكَهُ، فَإِذَا لَمْ أَعْلَمْ حَالَ ذَلِكَ الْمَالِ الَّذِي بِيَدِهِ بَنَيْت الْأَمْرَ عَلَى الْأَصْلِ. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني