الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بدائل الغناء كثير ميسورة

السؤال

كنت راسلت فضيلتكم من قبل بأنني ‏مصاب بشلل، وعمري كان أقل من ‏‏3 سنوات، والحمد لله ثم بفضل والدتي ‏ومساعدتها لي على الذهاب للمدرسة، ‏وحتى الجامعة، وحصلت على ‏الترتيب الأول عند التخرج، وبعد ‏حوالي 30 عاما من التخرج وعلى ‏إثر ذلك تركت وظيفتي، وأصبحت لا ‏أتحرك إلا بكرسي متحرك داخل ‏المنزل، ولمدة قاربت العشر ‏سنوات. وفي أوقات ضيقي (ليس ‏اعتراضا على أمر الله، والله يعلم ‏صدقي ) فإنني أستمع للغناء القديم ‏فقط والذي لم يكن فيه الابتذال ‏الصارخ هذه الأيام، وذلك لشغل وقت ‏فراغي، كما أنني كلما أمسكت ‏بالمصحف للمراجعة أجدني مصدودا ‏نفسيا وليس عندي قدرة على ‏المراجعة.‏
‏ فهل يحرج الاستماع في مثل ‏ظروفي، علما بأنني أصاب بأزمات ‏نفسية شديدة كلما أحسست بالفراغ، وطيلة الوقت؛ مما يجعلني أقضيه في ‏سماع الأغاني، وغالبا بدون انتباه ‏كامل لما في الأغاني من كلمات.‏
وجزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرزقك الصبر على ما ابتلاك به، وأن يجعل مرضك كفارة لك، ثم اعلم بارك الله فيك أن سماع المعازف وآلات اللهو محرم باتفاق الأئمة المعتبرين، وهذا كالإجماع من علماء المسلمين؛ وانظر الفتوى رقم: 171469. والله تعالى لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها، فسماعك لهذه المعازف للتخفيف من مرضك، أو لملء وقت الفراغ، لا يزيدك إلا مرضا، ولو أنك استبدلت سماع هذه الملاهي بالسماع النافع كسماع كتاب الله تعالى بالأصوات الحسنة، وسماع الأناشيد الخالية من المعازف المشتملة على كلمات طيبة، وسماع المحاضرات النافعة، ودروس العلم التي تمتلئ بها مواقع الشبكة العنكبوتية، وكثير من قنوات التلفاز الهادفة، نقول: لو أنك استبدلت هذا السماع بذاك، لانشرح صدرك، واطمأنت نفسك، وشغلت وقتك، وملأته بما يعود عليك بالنفع في الدارين. نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك.

وتجدر الإشارة إلى أن الغناء ليس محرما كله، وتفصيل القول في حكمه وما يحل منه وما يحرم تنظره في الفتوى رقم: 987.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني