الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتب في الرد على شبهات الإلحاد

السؤال

لدي مشكلة تأخذ حيزًا من تفكيري, وكل فترة أحاول ردها دون جدوى, وهي الشك في الإيمان بالله تعالى, فأجد نفسي متحمسًا للتعرف إلى فكرة الإلحاد, وقد بدأ ذلك معي منذ نحو ستة أعوام، وقرأت الكثير من كتب الإلحاد, ودخلت في فلسفياته وجدلياته، ولم أقبله تمامًا, لكنني لم أستطع إلى الآن أن أرفضه بشكل قاطع جازم, وأن لا أعود إليه، وأشعر أن مجرد وجود ملحد واحد على وجه الكرة الأرضية يجعل منه أمرًا ممكنًا، كما أن وجود الكثير من علماء الرياضيات والفيزياء - مثل: بتراند راسل, وستيفن هوكينج الملحدين المشهود لهم بقدراتهم العقلية الكبيرة - يجعلني أسأل نفسي: لعلهم فهموا شيئًا لا يستطيع الأشخاص العاديون فهمه, لكنني قرأت الكثير من الكتب الإسلامية التي بحثت هذا الموضوع - للدكتور مصطفى محمود, والإمام الشعراوي, والكثير غيرها - بالإضافة إلى الفيديوهات على اليوتيوب التي تبحث في هذا الموضوع, وانشغالي الدائم في دراستي الجامعية يلهيني أحيانًا، لكن ما إن تبدأ إجازتي حتى أنغمس في البحث والقراءة في هذا الموضوع، وأريد أن أحزم الأمر في داخلي, لكني لم أنجح حتى الآن، ولم أخبر أي أحد من أصدقائي بالأمر, مع أنهم قد يستطيعون أن يساعدوني في ذلك؛ لأنني لا أريد لأي منهم أن يدخل في هذه الدوامة, وأريد لفكرة الإيمان بالله تعالى أن تكون خالصة مطمئنة في داخلي، وأتذكر نفسي وأنا طفل صغير حين كان إيماني بالله مطلقًا دون أي شائبة أو شك، وكنت أعبد الله كأنني أراه، وأريد أن أعود إلى تلك الحالة, وأريد أن تكون عقيدتي قوية جدًا بنسبة 100%, وربما لأنني إنسان علمي جدًّا وعقلاني جدًّا, وأخضع كل شيء للبحث والدراسة، وأشك في صحة كل شيء حتى يثبت العكس، ربما لأنني أخضعت فكرة الدين للمنهجية العلمية دون أن أدري, وإنني لا أصلي صلاة ولا أصوم صيامًا إلا دعوت الله أن يزيل هذه الشكوك من رأسي, وأن ينزل عليّ قبسه النوراني فيغمرني بالاطمئنان والسكينة, فأتمنى أن أجد لديكم الجواب الشافي والمفتاح لهذه المعضلة.
أعتذر للإطالة - جزاكم الله كل خير -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما كان ينبغي للسائل أن يفتح على نفسه هذا الباب المهلك بقراءة كتب الإلحاد دون أن يكون عنده من العلم واليقين ما يدفع به شبهات الباطل.

وعليه الآن أن يسعى في إزالة ما علق بقلبه من أدران هذه الشبهات، وذلك بتدبر القرآن الكريم أولًا، مع كثرة ذكر الله تعالى، والإلحاح عليه في الدعاء, ثم بقراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال, ككتاب: (الفيزياء ووجود الخالق) للدكتور جعفر شيخ إدريس, وكتاب (الله يتجلى في عصر العلم) ترجمة الدكتور الدمرداش عبد المجيد سرحان, وكتاب (الإسلام يتحدى) للأستاذ وحيد الدين خان, وكتاب (صراع مع الملاحدة حتى العظم) للشيخ عبد الرحمن الميداني, وسيجد في هذه الكتب من الأدلة العلمية والواقعية ما يثلج صدره، كما سيجد فيها شهادة العشرات من عباقرة العلوم المدنية على قضية وجود الله تعالى ما يتصاغر به عنده أمثال راسل وستيفن الملحدين! وراجع الفتوى رقم: 129287.

وراجع في بيان الفرق بين الشك المؤدي للكفر وبين الوسوسة، الفتوى رقم: 128213.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني