الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المراد بمعنى (أم) المتكررة في سورة الطور

السؤال

تكررت كلمة (أم) عدة مرات في سورة الطور. فما المراد بها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الآيات المذكورة في السؤال من سورة الطور من الآية رقم: 30 إلى الآية رقم: 43، ذكر الله تعالى فيها (أم) خمس عشرة مرة، وقد اختلف العلماء في معناها في هذا الموضع وفي غيره، والراجح -والله أعلم- أنها مقدَّرة (ببل والهمزة) وهو قول جمهور النحاة، كما ذكره الألوسي في تفسيره، عند قوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ [يونس:38]. فقال: أم يقولون افتراه "أم" منقطعة، وهي مقدرة (ببل والهمزة) عند سيبويه والجمهور. انتهى.

وقال الشوكاني في فتح القدير، عند قوله تعالى: أم حسبت [الكهف:9]: أم هي المنقطعة المقدرة ببل، والهمزة عند الجمهور، وبل وحدها عند بعضهم، والتقدير "بل أحسبت". انتهى.

وممن رجح هذا القول ابن السمين الحلبي في كتابه الدر المصون، فقال: عند قوله تعالى: أم يقولون شاعر [الطور]: أم في هذه الآيات منقطعة، قلت: وتقدم لك الخلاف في المنقطعة، هل تقدر ببل وحدها، أو ببل والهمزة أو بالهمزة وحدها؟ والصحيح الثاني. انتهى.

وكذلك رجحه ابن عطية في المحرر الوجيز، ولم يستثن منها إلا آية واحدة، قدرها (ببل) وحدها، وهو قوله تعالى: أم هم قوم طاغون [الطور]. فقال: و: أم المتكررة في هذه الآية، قدَّرها بعض النحاة بألف الاستفهام، وقدرها مجاهد ببل، والنظر المحرر في ذلك أن منها ما يتقدر (ببل والهمزة) على حد قول سيبويه في قولهم: إنها لَإِبلٌ أم شاءٌ؟
ومنها ما هي معادلة، وذلك قوله تعالى: أم هم قوم طاغون
[الطور]. انتهى.

فيكون المعنى على هذا في هذه الآيات: "بل أيقولون شاعر" و "بل أتأمرهم أحلامهم بهذا" وهكذا.. وبل انتقالية من بيان ما قبلها إلى بيان ما بعدها، والهمزة للإنكار والاستقباح لقولهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني