الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اذكر بصر الله إليك قبل نظرك إلى المحرمات

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الجهد الرائع الذي تقومون به .... والسؤال هو / هل النظر إلى الصور الإباحية من الصغائر أم من الكبائر ؟؟ ودمتم سالمين غانمين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالنظر إلى الصور الإباحية منكر له آثاره المدمرة وعواقبه الوخيمة على دين وخلق المسلم وقد يؤدي به -والعياذ بالله- إلى ارتكاب الفاحشة إن لم يتدارك نفسه بالتوبة، كما هو مبين في الفتوى رقم:
1256. فالواجب على المسلم أن يتقي الله ويتذكر عذابه وسخطه فيكف عن هذا المنكر، لا أن يمني نفسه أنه من الصغائر لا من الكبائر، لأن التهاون في صغائر الذنوب والإصرار عليها يجعلها في مصاف الكبائر، كما هو مبين في الفتوى رقم:
18661.
ولا يجوز للمسلم أن يتعمد المعصية بحجة أنها من الصغائر وأنه سيتوب منها لاحقاً، فإنه لا يدري أيغفر الله له ذنبه أم لا؟ ولا يدري أيوفق للتوبة أم لا؟ فقد يطلبها فلا يجدها لقسوة قلبه وبعده عن ربه، وقد يبغته الموت وهو مصر على معصيته.
وقبل أن ينظر المسلم إلى مثل هذه الصور ونحوها من المحرمات عليه أن يتذكر أن الله أقرب إليه من حبل الوريد :يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19].
وأنه مطلع على كل فعل له وحركة. قال سبحانه:وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [يونس:61].
ولا أظن مسلماً سينظر إلى مثل هذه الصور مجاهرة أمام أهله أو مجتمعه، فكيف يجاهر بذلك أمام الله سبحانه؟! فلا يليق بالمسلم أن يستحي ويستخفي من الناس ولا يستحي من الله ولا يخشاه، فهذا شأن المنافقين، قال سبحانه:يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً [النساء:108].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني