الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلزم النزول على رغبة الأم في خطبة فتاة معينة

السؤال

أنا شاب مسلم شديد العناية بديني حسب الاستطاعة، ومتمسك بطاعة والدي وخاصة أمي، حيث أقوم دائما بكل الأشياء التي تريدها، وذلك من أجل إرضائها، وبصراحة أحبها حبا شديدا ـ ولله الحمد ـ إلى درجة أنني أتفهم تلقائيا ما يدور في خاطرها قبل أن تحدثني به، وموضوع قلقي يدور حول مسألة الزواج، حيث عرضت علي أمي فتاة من أقاربها وقالت لي بأنها معجبة بها: وما شاء الله عليها، فلم أصرح لها بشيء وأقول لها دائما بأن كل شيء مكتوب ومرحبا بقضاء الله، وكما أذكرها مرارا بأنني ما زلت أزاول الدراسة وفي نفس الوقت أقوم بصلاة الاستخارة بصفة مستمرة وأستشير الناس الثقات في هذا الأمر، وأقول لكم بصراحة أنني لم أتوصل إلى الفصل في هذه المسألة وذلك لما ينتابني من تردد وشكوك وعدم اتضاح الرؤية، وعلى الرغم من كل هذا التردد إلا أنني قررت في نفسي أن أنحني لطلب أمي وأقوم بخطبة هذه الفتاة بعد نهاية السنة الدراسية، رغم أنني لم أبدأ في أي وظيفة، وقلت لأمي بأننا سنتقدم لهذا الأمر في أوانه ولا مفر من قدر الله، وبعد مرور بضعة أيام من قراري، إذا بأحد الأقارب يأتي ويخبرني بأن تلك الفتاة مخطوبة وأهلها قد قبلوا بتزويجها، وبعدها أبلغت أمي بما حدث وقلت بأننا ضيعنا الكثير من الوقت، فقالت لي إن هذ ا مكتوب ورفعت يديها إلى السماء ودعت لي بزوجة صالحة، لكنني ما أزال محرجا وخائفا من عذاب الله، لأنني لم أوفق، أو كنت غافلا لأنني لم أتوصل إلى قضاء حاجة أمي في الوقت المناسب، وأنا خائف أن لا ترضى علي أمي، وأن أضيع في ملذات الدنيا وشهواتها، ولا أعرف ماذا أفعل، وعندما أدعو أشعر أنني أطلب المستحيل، وأسألكم الدعاء لي بالستر والمغفرة والزوجة الصالحة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الستر والمغفرة وأن يرزقك زوجة صالحة تقر بها عينك، وأن يتقبل الله تعالى منك برك بأمك ويجعل ذلك ذخرا لك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ونوصيك بالحرص على الاستمرار في بر أمك وكسب رضاها، فذلك من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى ربه، ويمكنك أن تراجع في ذلك بعض النصوص التي أوردناها بالفتوى رقم: 55048.

واعلم أنه لا يلزمك شرعا أن توافق على الزواج ممن ترغب أمك في الزواج منها، فالزواج مشوار طويل يحتاج إلى كثير من التأني قبل الإقدام على اختيار الزوجة، فإنها إن لم تكن صالحة فأول من يكتوي بنارها الزوج، وطاعة الوالدين إنما تجب في المعروف، وما يمكن أن يترتب عليه ضرر ليس من المعروف في شيء، وانظر الفتوى رقم: 76303، ففيها ضوابط طاعة الوالدين.

وفي الختام نقول: مهما أمكنك أن تجد امرأة صالحة تتوافق عليها مع أمك ويرتضيها كل منكما فذلك أفضل وأقرب للتوفيق في الحياة الزوجية والسعادة فيها، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 8757.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني