الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أخذ إقامة وراتبا في بلاد الغرب على أنه لاجئ سياسي وهو ليس كذلك

السؤال

نحن عائلة سورية من حماة نعيش في الأردن منذ أحداث الثمانينات تقريبا، وأود أن أعرف رأيكم في الذي سأسرده الآن: أبي ذهب إلى بلاد أوروبية ـ السويد ـ ليأخذ الإقامة فيها بعد أن ساءت أحواله المادية، وهو يعمل في محل لصنع الأحذية وحده دون صناع، وأحيانا كان يأخذ أمي للمساعدة وإيناسه، بحكم وحدته، والمحل الذي هو فيه في عمارة غير مصرح فيها بالأردن، وذهب بشكل غير رسمي إلى السويد، وهناك جلس 3 أشهر تقريبا وكان همه فيها تحصيل الإقامة الدائمة وسحبنا إليه، وفي المقابلة التي أجروها معه، اختلق كذبا في معلومات المقابلة، وقال إنه خرج من جديد من سوريا وأنه كان سيعتقل، وأتاهم بأوراق أنه ناشط سياسي لا أعرف صحتها، ولكنه كان يعمل حقيقة مع جماعة الإخوان في الأردن، وبعد ذلك بقرابة شهر خرجت لأبي الإقامة الدائمة من الدرجة الأولى، لأنه سياسي، وقال إنه لم يكن يريد الكذب ولن يكذب في المرة القادمة إذا فشلت وسيقدم طلب إقامة في ابريطانيا وسيقول الصدق، وسؤالي: أبي خرجت له الإقامة وقريبا سيجمع شملنا في تلك البلاد، فهل ذلك حرام علينا، والمال الذي سنأخذه هناك حرام علينا؟ لأن الدولة تعطي مواطنيها المال كلهم؟ ويريد أن يسحبنا بعد 4 أشهر تقريبا وسأكون قد أكملت 18 سنة، فهل يجوز أن يصغر عمري ليأخذني معه رغم أنه قال سنعمل لها استعطافا لعلهم يرضون؟ وإذا كانت حراما علينا فإنني نصحت أبي وأمي فقالا لي إن أحوالنا سيئة وو.. ولم يردا علي، فماذا علي؟ أليس هناك حل؟ لا أريد أن نأكل مالا حراما، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما أقدم عليه والدك من طلبه للجوء السياسي وهو ليس مطاردا في بلاده ولا هو حديث العهد بها تترتب عليه محاذير شرعية:

الأول: الكذب، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه مسلم.

الثاني: أخذ المال عن طريق الكذب والخداع إن كان سيعطى مالا مقابل كونه لاجئا سياسيا، والواقع ليس كذلك، كما بينا في الفتويين رقم: 29616، ورقم: 41334.

الثالث: إقامتكم في بلاد الكفر والتي قد يترتب عليها التفريط في الواجبات والوقوع في المحرمات وفساد الأبناء.

الرابع: ما ذكرته من كونه يريد أن يصغر سنك إن لم يقبلوا الاستعطاف ليتمكن من إضافتك في الإقامة أو غير ذلك، وهذا تزوير محرم أيضا.

وعلى كل، فهي ظلمات بعضها فوق بعض، والواجب على أبيك أن يتوب إلى الله تعالى من هذه المحرمات، فذلك هو الحل لهذه المسألة، وللمزيد انظري الفتويين رقم: 51334، ورقم: 47026.

وإذا استطعت البقاء في البلد الإسلامي الذي أنت به لتجنب تلك المحاذير المترتبة على سفرك هناك فعليك ذلك، وهذا فيما إذا كان معك من أقاربك وأهلك من تكونين معهم في مأمن حتى يرزقك الله زوجا صالحا يرعاك ويوفر لك المسكن والنفقة ويعينك على إقامة دينك وطاعة ربك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني