الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضابط لباس الشهرة وحكم لبس ملابس عربية في بلاد غير عربية

السؤال

هل لبس العباءة مع خمار طويل إلى ما تحت الصدر مع النقاب والقفازات - من أجل الحجاب في بلد نساؤه لا يلبسن هذه الأشياء وإنما يلبسن خمارا طويلا دون الأشياء الأخرى ومفتوح من الأمام، ومن الممكن أن يظهر ملابسهن وزينتهن - يكون لباس شهرة، لأن الناس يتكلمون عنها وستصبح معروفة؟ وما حكم لبس الملابس العربية في بلاد غير عربية، لأن الملابس العربية ليست ثقيلة، ولتجنب الإحساس بالحر فهل تكون حينئذ من لباس الشهرة، مع أن أهل هذا البلد لا يلبسون ملابس عربية، ومن الممكن أن تصبح معروفا بسبب لباسها؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لباس الشهرة المذموم شرعا ـ كما قال العلماء ـ هو اللباس الذي يشتهر به صاحبه ويتميز بلونه وشكله من بين لباس الناس تكبرا وشهرة.

جاء في الإنصاف للمرداوي الحنبلي: وَقَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ـ ابن تيمية: يَحْرُمُ شُهْرَةً، وَهُوَ مَا قُصِدَ بِهِ الِارْتِفَاعُ، وَإِظْهَارُ التَّوَاضُعِ ـ وقال ابن الأثير: الشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه يشتهر به بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعجب والتكبر. اهـ

وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 68029، 3442، 137014، 138446.

ولذلك، فلباس المرأة المذكور ليس من لباس الشهرة الذي ذمَّ فَاعِله، لأنه ليس للشهرة والرياء والتكبر، وإنما هو لزيادة الستر والحياء المطلوب شرعا، وكذلك لبس الملابس العربية في غير بلادهم لا يعتبر لباس شهرة ما دام القصد منه ما ذكر.

وضابط لباس الشهرة هو ما ذكرنا، ولكن لا مانع شرعا أن يلبس المسلم لباس أهل البلد الذي يعيش فيه ما دام لم يخالف الشرع، وانظري الفتوى رقم: 194743.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني