الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة وصيام ووضوء من تعمد بلع البلغم

السؤال

أعاني من البلغم بشكل مستمر يوميا صباحا ومساء، وأشعر به في حلقي، لكنني لا أستطيع إخراجه إلا نادرا، ويحدث ذلك في نهار الصيام
وكلما أحاول إخراجه أفشل، وإذا نجحت فإنه يخرج بكمية بسيطة، وسابقا لم أكن أعلم حكم البلغم في الصيام، وأذكر أنني في شهر من شهور الصيام كنت أعاني منه بصورة كبيرة، وكنت أحاول إخراجه وأستمر في الصوم، فماذا علي؟ وبالنسبة للصلاة: أعرف أنه مبطل للصلاة ويلزم قضاؤها، لكنني لا أستطيع إخراجه قبل الصلاة ولا في أثنائها، وإذا حدث أن أخرجت هذا البلغم وكنت على وضوء، فهل تلزم إعادة الوضوء؟ أم المضمضة فقط؟..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما بالنسبة للصوم: فلا يفسد الصيام بابتلاع البلغم، لأنه إذا حصل ذلك عن غلبة، فلا شيء فيه، وإن حصل عن عمد فهو محلّ خلاف بين العلماء، ولا حرج في تقليد من لا يرى فساد الصوم به ـ كما هو الراجح عند كثير من أهل العلم ـ أحرى لمن يراعي في ذلك دفعا للحرج والمشقة التي تلحق بالتحرز منه، وراجع الفتوى رقم: 140053.

وأما بالنسبة للصلاة: فراجع في ذلك الفتوى رقم: 141239، وملخص ما فيها: أن بطلان الصلاة بتعمد ابتلاع البلغم قال به بعض أهل العلم، وقال بعدم البطلان به أيضا بعض أهل العلم، وهذا مقتضى كلام الشيخ العثيمين ـ أي عدم البطلان ـ قياسا على الراجح في مسألة الصوم.

وأما بالنسبة للوضوء: فلا ينتقض الوضوء بإخراج البلغم، وراجع في ذلك ـ إن شئت ـ الفتوى رقم: 171441.

هذا، ولم نقف لأهل العلم ـ بعد ما أمكن من البحث ـ لما يدلّ أنه تطلب المضمضة من النخامة، وقد جاء عند المالكية أنه يندب غسل الفم من كل لزج كالدسم، ففي خليل ممزوجا بالدردير: وندب لكل أحد، وتأكد لمريد الصلاة غسل فم ويد من لحم ولبن وسائر ما فيه من دسومة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني