الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبول عذر الزوجة ومراجعتها خير من التمادي

السؤال

متزوج منذ أربعة أشهر وعشرة أيام، وزوجتي كانت زميلتي في الجامعة، ونعرف بعضنا جيداً، ولكن بعد الزواج أصبحت لا أعرفها، تفضل أمها بكل الأحوال على بيتها بدون سبب، وتسمع كلام أمها، وهي تحرضها على المشاكل معي، فحذرتها كثيراً من ذلك، ولكن دون جدوى، حتى أخاها حذرها من تحريض أمها، ولكن بدون فائدة، حتى شجعتها أمها على ترك المنزل، وأصبح المنزل كالخراب، وأصبح يشوبه الإهمال.
المهم أنني ذهبت إليها حتى تعود إلى المنزل، ولكن دون جدوى، مع العلم بأنها حامل في الشهر الثالث، المهم أنني قد رميت عليها يمين الطلاق، والآن هي نادمة، وقالت: لقد عرفت غلطتي وأن أمي السبب، ولكني خائف من أن تكون لحظة وتمر، ونعود كما كنا. فماذا أفعل؟
أريد أن أعرف أولاً ماذا أفعل في يمين الطلاق هذا؟ وبما تنصحوني؟
أفادكم الله وجزاكم عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة المرأة لزوجها في المعروف وقيامها بشؤون بيتها ورعايته من أوكد ما أوجبه الله تعالى عليها، فقد جاء في مسند الإمام أحمد وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله... قال الشوكاني إسناده صحيح.

وفي الصحيحين: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تبين أهمية حق الزوج على زوجته.

ومن هنا قرر العلماء أنه يجوز للرجل منع زوجته من زيارة أبويها إذا كانا يحرضانها على الخروج عن طاعته، أو دفعاً للضرر الذي قد يلحقه هو من ذلك.

والمرأة إذا خالفت أمر زوجها بلزوم بيتها، فإنها تعد ناشزاً، وقد ذكر القرآن الكريم العلاج الناجع للنشوز في آية النساء، وقد فصلنا ذلك في الفتوى: 1225.

وكان من الأولى لك أخي السائل أن تعالج به زوجتك قبل الطلاق، فالطلاق ما ينبغي أن يصار إليه إلا إذا سدت كل السبل.

أما الآن وقد وقع ما وقع، فإنا ننصحك بمراجعة زوجتك، وقبول عذرها ما دامت اعترفت بالذنب وأقرت بالخطأِ، ولا تلتفت إلى الاحتمالات، ولتنس الماضي.

أما بخصوص ما أسميته بيمين الطلاق، فلا يمنعك من مراجعة زوجتك ما دامت عدتها لم تنته؛ لأنه إما أن يكون طلاقاً غير معلق، أو يكون طلاقاً معلقاً على شيء، وقد وقع ذلك بمعلق عليه، وعلى كل حال فالزوجة رجعية؛ لأن هذا هو الطلاق الأول كما يفهم من السؤال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني