الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدلة على وجود الله أكثر من أن تحصى

السؤال

ماذا كتب الأولون والمعاصرون في الأدلة على وجود الله؟ وهل بلغ عدد الأدلة 6؟ وما هي أفضل المصنفات؟ وكيف سيرد الملحدون؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فدلائل وجود الله تعالى أكثر من أن تحصى، ففي كل مخلوق من خلقه دلالة على وجود الله، وتأمل قول الله تعالى:

وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {الأنعام:75}.

2ـ وقول الله تعالى في الآية رقم: 259 ـ في سورة البقرة بعد أن ذكر قصة الرجل الذي مر على القرية: فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {البقرة:259}.

3ـ وقول الله تعالى: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ {يونس:101}.
4ـ وقول الله تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {الأعراف:185}.
5ـ وقوله تعالى: إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍيَعْقِلُونَ { الجاثـية:3ـ 4ـ5}.
6ـ وقوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً..... {عبس:25}.
7ـ وقوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ...... {الغاشية:18}.
8ـ وقوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ {الطارق:6}.
فالنظر في آيات الله هو طريق تحقيق الإيمان بوجوده وتوحيده، ولذا فعلى العبد أن لا يغفل عن التدبر والتأمل في آيات الله تعالى، وقد أورد الإمام ابن كثير بعض الأثار في تفسير قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {آل عمران:190}.
قال الشيخ أبو سليمان الداراني: إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبرة ـ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التوكل والاعتبار، وقال سفيان بن عيينة: الفكرة نور يدخل قلبك، وربما تمثل بهذا البيت: إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة... اهـ

ورحم الله ابن المعتز حيث قال:

فيا عجبا كيف يعصى الإله * أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد.

ومن الكتب التي كتبت في هذا الباب كتاب: العقيدة في الله ـ للدكتور عمر الأشقر ـ رحمه الله ـ ففيه مبحث عن أدلة وجود الله تعالى، ورد الشبهات التي تثار حول هذا الموضوع، ومن الكتب العلمية المختصرة في هذا الباب كتاب: الفيزياء ووجود الخالق ـ للدكتور جعفر شيخ إدريس، وكلاهما متوفر على الشبكة العنكبوتية. ومن المواقع الجامعة للردود على كافة أنواع المخالفين موقع الكاشف، وفيه ملف كامل عن الشبهات والردود، ومما تضمنه شبهات الملاحدة وشبهات العلمانيين وشبهات العصرانيين. وانظر للاستزادة من الأدلة الفتاوى التالية أرقامها: 75468، 22279، 63082.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني