الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لفظ (كريم) في دعاء: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا. غير ثابت

السؤال

أثابكم الله, هل زيادة لفظ (كريم) في الدعاء: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا" ثابتة وصحيحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لفظة كريم ذكرت في سنن الترمذي في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.

وقد كثر ذكر بعض العلماء لها في كتبهم الفقهية, وفي كتب الأذكار, وقد روى الحديث الإمام أحمد, والنسائي, وابن ماجه, والحاكم, وابن السني, والبغوي, وأبو يعلي, والبيهقي, ولم يذكروا هذه اللفظة.

وقد نقل الحديث عن الترمذي جمع من أهل العلم, منهم النووي, وابن تيمية, وابن القيم, وابن حجر, وابن كثير, ولم يذكروها, وقد نبه الألباني على كونها مدرجة من بعض النساخ, فقال في السلسلة الصحيحة: (تنبيه): وقع في سنن الترمذي بعد قوله: "عفو" زيادة: "كريم" ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من سنن الترمذي التي عليها شرح تحفة الأحوذي للمباركفوري (4/ 264)، ولا في غيرها, وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما قتيبة بن سعيد بإسناده دون الزيادة, وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي: مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني (95/202)، وليست عند ابن السني؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي - كما تقدم - عن قتيبة، ثم عزاه للترمذي وغيره, ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم []، وينبه أنها من أفراد الترمذي, وأما التحقيق فيقتضي عدم ذكرها مطلقًا؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها، فاقتضى التنبيه. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني