الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشروط اللازمة لمن يتولى إقامة الحجة

السؤال

هل صحيح أن إقامة الحجة لا يقوم به حتى العالم المجتهد، وإنما هي للسلطان، وهي من باب الولايات كإقامة الحدود؟ وكيف يتفق ذلك مع ما نقرؤه عن ابن تيمية من أنه كفر ابن عربي وسماه من الملاحدة وتكفيره للحلاج وغير ذلك من تكفير العلماء للمعينين من أصحاب البدع المكفرة بعد مناظرة أو بيان الحق؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس صحيحا ما ذكرته، بل الذي يقيم الحجة هو العالم بها القادر على إقامتها، قال الألباني رحمه الله: من الذي يقيم الحجة؟ هم أهل العلم.. أهل المعرفة بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم. انتهى.

ولكن ينبه هنا على أن آحاد طلبة العلم القاصرين غير المؤهلين ليس لهم أن يتصدوا لهذا الأمر ولا أن يخوضوا في الحكم على المعينين، بل ينبغي أن يرد هذا إلى أهل العلم الراسخين فيه وإلى القضاة الشرعيين، ومثل شيخ الإسلام وأضرابه من العلماء أدرى بما يطلقونه من الأحكام، وقد كانوا على دراية تامة بشروط التكفير وموانعه، فالأمر ليس يسيرا، بل تكفير المعين أمر خطير يجب أن ينضبط بضوابطه الشرعية وأن يوكل الأمر فيه إلى أهله الذين هم أهله، قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله: فإذا كان كذلك، فإنّ الذي يُقيم الحجّة وينظر في الشروط والموانع هو المؤهّل لها شرعًا، وهم القضاة الذين عندهم معرفة بما فيه التأويل وما ليس فيه التأويل، وما يكون من أحوال الناس، وبعض طلبة العلم قد لا يَحسُن منه الدخول في هذا لعدم معرفته بوسائل الإثبات والبيّنات، وما يحصل به إثبات الشيء من عدمه شرعًا، ومسائل القضاء هي التي تترتب عليها الأحكام... إلى آخر كلامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني