الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تستقيم على دين الله

السؤال

إنني أتألم لما أصابني في هذه الدنيا، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، كنت من القابضين وأصبحت من المنتكسين، أرجو منك يا شيخ أن تعينني على السير إلى دين الله.... وإلا كنت من حطب جهنم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الذي ننصح به السائل الكريم هو تقوى الله تعالى، والإكثار من ذكره، ومراقبته في السر والعلانية، والتوبة إليه والإنابة، قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]. وقال تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر:54].
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا أخلص العبد التوبة لله تعالى غفرت ذنوبه مهما بلغت، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
بل سيحصل ما هو أفضل من ذلك، وهو أن يبدّل الله ما عمل من سيئات إلى حسنات، قال تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
والذي يعينك على الاستقامة، والسير في طريقها هو: الاستعانة بالله تعالى دائماً، وصحبة الأخيار والصالحين، والابتعاد عن الأشرار والفاسدين، فإن البيئة لها تأثير عظيم.
وعليك بحضور الدروس المفيدة، والاستماع إلى المواعظ النافعة، فكل ذلك مما يعينك على طاعة الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني