الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز هجر الوالد وإن أساء إلى ابنه

السؤال

أنا أمي متوفاة, وأبي متزوج من اثنتين, ولدي أخوان شقيقان "حفظ الله جميع إخواني" . لم أكن أقابل أبي إطلاقا "رغم أنه يسكن في نفس المدينة، وأهل زوجته قريبون من بيتنا، وهو يومياً يذهب بهما إليهم " أنا أسكن في بيت جدي "حفظه الله ورعاه " جدي قام بي وبإخوتي حتى الآن، ولله الحمد دخلت الجامعة.
مشكلتي هي أن أبي لا ينفق علي، وأنا أصلا لا أحبه " وهذا من القلب " ولكني مجبر على زيارته من فترة إلى أخرى. أنا أتحرج أن أذهب إلى بيته؛ لأني كلما أذهب أرى مثلا " إخوان زوجة أبي وأبناءهم " وهم يعرفون أبي أكثر مني، فكلما جلست في المجلس معهم أشعر بالغضب والتضايق الشديد منهم حتى إنه في مرة قال لي أحدهم وكان رجلا كبيرا " أنت لا تعرف أباك " فرددت بغضب: " معرفته لن تزيدني شيئاً " وانفجرت غضباً، وغادرت المجلس. أنا لا أريد أن أقطعه إنما مثلا أقابله لمدة خمس دقائق فقط لا أكثر ولا أقل " يعني فقط أشرب قهوة وشايا، وأمشي لا أريد أن أضايقه، ولا أريد مضايقة أهله.
هل يجوز لي تركه ؟ "أقصد فقط الزيارة لمدة 5 دقائق أو أقل "؟
شكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحق الوالد على ولده عظيم، وبرّه ومصاحبته بالمعروف واجبة مهما كان حاله، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 115982
فالواجب عليك برّ أبيك والإحسان إليه، وطاعته في المعروف، ولا تجوز لك الإساءة إليه أو مقاطعته، أما التخفيف من زيارته فلا حرج فيها، لكن ننبهك إلى أن الاجتهاد في بر الوالد والإحسان إليه، والصبر على ذلك، من أعظم أسباب رضوان الله ودخول الجنة. فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني