الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشرف حالات العبد وهو ساجد ذليل منكسر لربه

السؤال

نحن المسلمون نربي أبناءنا، أو نُربى منذ الصغر على الصلاة والسجود والركوع، وهذا في شكل العبودية لله عز وجل، ولكنني اليوم وأنا كبير أشعر أحيانًا وأنا ساجد بالذل والانكسار ما لم أشعر به من قبل، وأخشى أن يكون هذا نزغ من الشيطان حتى يشعرني بالكبر فأعرض عن العبادة. أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن أعظم نعم الله على العبد أن يشعر بالذل والانكسار له سبحانه، فإن الذل له سبحانه هو كمال العز، وفي الانكسار له سبحانه غاية الجبر، قال ابن القيم رحمه الله: السُّجُودَ لِلَّهِ يَقَعُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ كُلِّهَا عُلْوِيِّهَا وَسُفْلِيِّهَا، والسَّاجِدَ أَذَلُّ مَا يَكُونُ لِرَبِّهِ وَأَخْضَعُ لَهُ، وَذَلِكَ أَشْرَفُ حَالَاتِ الْعَبْدِ، فَلِهَذَا كَانَ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْ رَبِّهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، والسُّجُودَ هُوَ سِرُّ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّ الْعُبُودِيَّةَ هِيَ الذُّلُّ وَالْخُضُوعُ، يُقَالُ: طَرِيقٌ مُعَبَّدٌ، أَيْ ذَلَّلَتْهُ الْأَقْدَامُ وَوَطَّأَتْهُ، وَأَذَلُّ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ وَأَخْضَعُ إِذَا كَانَ سَاجِدًا. انتهى.

فاحرص على استحضار هذه المعاني العظيمة، وأن تبالغ في التذلل والخضوع لربك تبارك وتعالى، ولا تسترسل مع الوساوس، ولا تكترث لنزغات الشيطان، واحذر الكبر ودواعيه، فإن الله تعالى لا يحب المستكبرين، واحمد الله على نعمته كلما شعرت بالذل والانكسار له سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني