الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إبقاء كلب الحراسة إذا مرض ولم يعد صالحا لها

السؤال

عندي كلبة وولداها, والكلبة أُحضرت للحراسة ولم يمض الأمر كذلك, والآن يأتيها احتباس البول فلا تستطيع أن تتبول، وإن حصل ذلك فإنها إن لم تعالج فإنها ستموت, وابنتها قد تضرر أحد قدميها ولا ندري ما بها, وهي عندنا منذ ما يقارب أربعة أعوام، وولداها منذ سنة ونصف ويسكنون بالجراج أو مركن السيارات, ونظراً لأن الكلب والكلبة تربيا سويا فسوف يتضرران ويصابان بالاكتئاب لأسبوعين أو ثلاثة قبل العودة إلى حالتهم الطبيعية، والسؤال هو: إن لم أجد من يأخذ الكلاب للحراسة، أو للماشية فضلا عمن يرضى بأخذ الكلب والكلبة معاً... مع أنهم لا يفقهون الحراسة والدفاع عن مكان معين أو الدفاع عن أنفسهم، فماذا أفعل والحالة كما ترون؟ وما واجبي تجاه كل هذا؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكلب منهي عن اتخاذه وتربيته في البيت إلا الكلب المأذون فيه لحراسة، أو صيد، وإن كانت الكلبة مريضة لا تصلح هي ولا أولادها للحراسة فلا يلزمك الاحتفاظ بها ولا بأولادها، بل الواجب عليك هو إبعادهم، لما في حديث الصحيحين: من اتخذ كلبا، إلا كلب ماشية، أو صيد، أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط.
قال النووي: رخص النبي صلى الله عليه وسلم في كلب الصيد وكلب الغنم، وفي الرواية الأخرى وكلب الزرع، ونهى عن اقتناء غيرها، وقد اتفق أصحابنا وغيرهم على أنه يحرم اقتناء الكلب لغير حاجة، مثل أن يقتني كلباً إعجاباً بصورته، أو للمفاخرة به، فهذا حرام بلا خلاف. انتهى.

ولا حرج في علاج الكلب المأذون في اقتنائه، وكذلك غير المأذون فيه، لأنه ذو روح، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني