الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال أواني الفنادق

السؤال

اضطررت إلى السفر بسبب عملي في مدينة أخرى في بلدي، ولكنها مدينة سياحية يأتيها الأجانب، وأنا الآن أقيم في فندق سياحي يقدم الخمر. المشكلة هي أنني لا أعلم هل يجوز لي استخدام أكواب الفندق في شرب الماء، أو العصائر، مع العلم أنها تبدو أمامي نظيفة تماما ولا أشم بها رائحة خمر، ولم أر أي أثر له.
أريد معرفة ما حكم استخدامي لهذه الأكواب إن كنت أعلم أنها قد تكون استخدمت من قبل سائح آخر، وتم غسلها في الفندق ولكن شُرب فيها خمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من القواعد المقررة عند العلماء أن الأصل في الأعيان كلها الطهارة، وهذا من يسر الإسلام وسماحته.

قال ابن تيمية: الفقهاء كلهم اتفقوا على أن الأصل في الأعيان الطهارة .اهـ. من مجموع الفتاوى.

وقال ابن سعدي:

والأصلُ في مياهنا الطهارةْ ... والأرضِ والثيابِ والحِجارةْ

فالأواني الأصل أنها طاهرة يجوز استعمالها.

جاء في الإقناع وشرحه: (وأوانيهم) أي أواني الكفار كلهم (طاهرة إن جهل حالها، حتى ما ولي عوراتهم) من الثياب كالسراويل «لأنه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه توضؤوا من مزادة مشركة» متفق عليه؛ لأن الأصل الطهارة فلا تزول بالشك، ولكن ما لاقى عوراتهم كالسراويل فروي عن أحمد أنه قال: أحب إلي أن يعيد إذا صلى فيه (كما لو علمت طهارتها، وكذا) حكم (ما صبغوه) أي الكفار كلهم (أو نسجوه، و) كذا (آنية مدمني الخمر) وثيابهم. اهـ.

وبهذا تعلم أن هذه الأكواب طاهرة، يجوز لك استعمالها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني