الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفر من أتى زوجته في دبرها بعد أن دهن ‏بالزيت المقروء فيه

السؤال

صديق لي يتعالج من العين بالزيت المقروء فيه، وقد حدث أن أتى زوجته في دبرها بعد أن دهن ‏بالزيت المقروء فيه جسمه كله بما في ذلك عضوه. وبعد أن فرغ أحس بأنه ارتكب كفرا ذلك أنه أولج ‏ذكره المدهون ‏بالزيت المقروء فيه في محل الأذى، وهو خائف ‏جدا من ‏أن يكون قد ارتكب كفرا، وأنه امتهن القرآن الكريم. ‏
فعل ذلك بعد أن علم أن بعض العلماء يجيز ‏الاغتسال ‏بالماء المقروء فيه في دورات المياه، فحصل عنده ‏نوع تهاون، وهو الآن نادم ‏
على فعله وخائف.
فأفتونا مأجورين هل يعد هذا ‏العمل كفرا ‏وماذا يجب عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إتيان المرأة في دبرها كبيرة من الكبائر إثمها عظيم، فعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله عز وجل، ويعزم على ألا يعود لمثل هذا الفعل الذي تنفر منه الطباع السليمة. وراجع الفتوى رقم: 4340.

أما هذا الرجل، فلم يكفر بما فعله، فإنه لم يقصد إهانة القرآن بذلك، كما هو واضح, وخوف صاحبك الشديد من الكفر، شعبة من الإيمان، وهو مما يذوق المرء به حلاوة الإيمان، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثٌ مَن كُن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

نسأل الله أن يتوب عليه، ويجنبه الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وينبغي أن يكثر من الذكر والاستغفار والتنفل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وقال حذيفة : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه أمرٌ صلّى. رواه أبو داود وأحمد. وحَزَبَه: أي نزل به أمر مهمٌّ، أو أصابه غمٌّ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني