الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بطول العمر...بين الاستحباب والكراهة والتحريم

السؤال

ماهو حكم الشرع في كلمة "ياطويل العمر"أو"طال عمرك"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا حرج -إن شاء الله- في إطلاق هذه الكلمة، لأن الدعاء بطول العمر جائز على الراجح من أقوال العلماء بقيود ستأتي، قال الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى: ويجوز الدعاء بطول العمر، كما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأنس. ا.هـ يعني ما رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس ادع الله له. قال: " اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته " وقد ترجم عليه الإمام البخاري: ( باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله)
وقد ذكر الحافظ في الفتح أقوالاً لبعض أهل العلم في وجه مطابقة الحديث للترجمة ثم قال: والأولى في الجواب أنه أشار كعادته إلى ما ورد في بعض طرقه، فأخرج في "لأدب المفرد" من وجه آخر عن أنس قال: قالت أم سليم - وهي أم أنس-: خويدمك ألا تدعو له؟ فقال: " اللهم أكثر ماله وولده، وأطل حياته، واغفر له " ا. هـ
وقد ذكر بعض أهل العلم قيوداً حسنة، لجواز إطلاق هذه العبارة من ذلك: ما ذكره الهيتمي في فتاويه حيث قال: وقيده بعض المحققين بمن في بقائه نفع للمسلمين، فيندب له الدعاء حينئذ، فإن كان نفعه قاصراً فهو دون الأول، قال: ومن عداهما قد يصل للكراهة، والتحريم إن اتصف بضدهما. ا.هـ
وذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أنه ينبغي أن يقيد ذلك بطاعة الله تعالى ، ونسبه إلى الإمام أحمد - رحمه الله - بأن يقال: أطال الله عمرك في طاعته.
ومما ينبغي أن يعلم أن الدعاء بطول العمر لا يعارض كون الآجال محدودة ومعلومة، فقد ذكر صاحب كتاب: الفواكه الدواني بعد أن رجح القول بالجواز قوله: وما قيل من أن العمر لا يزيد ولا ينقص فباعتبار ما في صحف الملائكة. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى بالرقم 16122
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني