الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزيت خيرا على خدمة الإسلام والمسلمين.
السؤال: هل الحديث عن الميت بسوء كالطعن ‏فيه، أو الخوض في عرضه، أو اغتيابه يكسبه ‏الأجر أم إن الطاعن أو المغتاب يأثم فقط.
بمعنى لو أن شخصا قام باغتياب ميت، فلا شك ‏أنه يأثم، لكن هل يحصل الميت على أي حسنات ‏جراء هذا أم إنه لا يحصل على حسنات مصداقا لقوله ‏صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع ‏عمله إلا من ثلاث ...الخ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الميت يأخذ حقه يوم القيامة ممن اغتابه أو سبه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري. وهذا الحديث وغيره يدل على أن من لم يتحلل من ظلم أخيه في الدنيا، فإنه يبقى عليه إلى يوم القيامة ليستوفيه المظلوم من حسناته.
ولا شك أن غيبة الميت أسوأ من غيبة الحي وأشد؛ لأن عفو الحي واستحلاله ممكن بخلاف الميت؛ كما جاء في مرقاة المفاتيح للملا قاري: قَالَ حُجَّةُ الْإِسْلَامِ: غيْبَةُ الْمَيِّتِ أَشَدُّ مِنَ الْحَيِّ، وَذَلِكَ لِأَنَّ عَفْوَ الْحَيِّ وَاسْتِحْلَالَهُ مُمْكِنٌ وَمُتَوَقَّعٌ فِي الدُّنْيَا، بِخِلَافِ الْمَيِّتِ.
وسبق أن بينا حرمة سب الأموات، أو ذكرهم بسوء إلا إذا كان تحذيرا من كفر، أو من عمل فاسد فيباح لذلك فقط. وانظر الفتوى رقم: 73859.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني