الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يستوي في الإثم من قارف الذنب مرة والملازم له

السؤال

سؤالي هو من هو مدمن الخمر الذي حرمت عليه الجنة ؟ هل هو من احتسى الخمر كم مرة في حياته أو هو من لا يقدر أن يترك الخمر لغاية آخر عمره ؟ وهل جزاء من احتسى الخمر كم مرة في حياته نفس جزاء الذي لا يقدر أن يترك الخمر .. ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمدمن الخمر هو من لازم شربها، ولا تصح دعوى أحد أنه لا يقدر على ترك الخمر، فإن الله عز وجل لا يكلفنا إلا ما نستطيعه، قال سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. رواه مسلم.
فانظر كيف فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الأوامر والنواهي، فاشترط الاستطاعة في فعل المأمور به، ولم يذكر الاستطاعة في ترك المنهي عنه، لأن الترك مستطاع مقدور عليه لكل أحد غير مكره، ولكنه يحتاج إلى نوع مجاهدة للنفس لردعها عن غيها.
ولا شك أن الذنب يكبر ويعظم بالإصرار عليه، فلا يستوي في القبح من شرب الخمر مرة ومن لازمها حياته، وكلاهما عاصٍ لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - تجب عليه التوبة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني