الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية توبة من تصرف في مال اليتيم

السؤال

كيف يمكن لشخص أن يكفر عن معصية ارتكبها وهو نادم على ما فعل وتاب إلى الله واستغفر له كثيرا والمعصية التي ارتكبها هي أكل مال أيتام اؤتمن عليه فصرف جزءا منه فكيف يكفر عن ذنبه أفيدونا أعزكم الله وهو على استعداد ليفعل أي شيء ليكفر عن ذنبه وهو الآن في حالة تأنيب ضمير ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعلى الأخ السائل أن يكثر من حمد الله تعالى على توفيقه له وهدايته للتوبة قبل حلول الأجل ومجيء الموت، والتوبة لا تقبل إلا إذا اجتمعت فيها أمور:
الأول: الندم على فعل الذنب.
الثاني: الإقلاع عن الذنب.
الثالث: العزم على أن لا يعود إليه في المستقبل.
والرابع: رد المظالم إلى أهلها.
فالواجب على الأخ السائل أن يرد هذه الأموال التي أخذها إلى أصحابها إن كانوا أحياءً، أو إلى ورثتهم إن كانوا قد ماتوا.. إن كان قد أخذها بغير حق.
هذا، وننبه الأخ السائل إلى أن والي اليتيم إن كان فقيراً محتاجاً جاز له أن يأخذ من مال اليتيم بقدر قيامه عليه، لقول الله تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوف [النساء:6].
واختلف العلماء.. هل يجب عليه أن يرد ما أخذ إذا أيسر بعد ذلك؟ فأوجبه بعضهم ولم يوجبه آخرون، والأحوط الأبرأ للذمة رده إليهم إذا أيسر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني