الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم علم الشخص بظهور الشياطين في زمننا لا ينفي وقوعه

السؤال

لماذا نسمع دائمًا أن الشيطان يظهر للصالحين خاصة من السلف ومن تلاهم، ولا نسمع أنه ظهر لأحد من الخلف؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتمثل الشيطان للبشر جائز وواقع، ويحصل هذا مع المتأخرين كما حصل مع المتقدمين، والآثار والأخبار فيه كثيرة، ومن أشهرها خبر الصحيحين في تمثل الشيطان لأبي هريرة ثلاثا كل ليلة يسأله من تمر الصدقة فيعطيه، قال الدكتور عمر الأشقر رحمه الله: أحياناً تأتي الشياطين لا بطريق الوسوسة، بل تتراءى له في صورة إنسان، وقد يسمع الصوت، ولا يرى الجسم، وقد تتشكل بصور غريبة... وهي أحياناً تأتي الناس وتعرفهم بأنها من الجن، وفي بعض الأحيان تكذب في قولها فتزعم أنها من الملائكة، وأحياناً تسمي نفسها برجال الغيب، أو تدعي أنها من عالم الأرواح.... وهي في كل ذلك تحدث بعض الناس، وتخبرهم بالكلام المباشر، أو بوساطة شخص منهم يسمى الوسيط، تتلبس وتتحدث على لسانه، وقد تكون الإجابة بوساطة الكتابة... وقد تقوم بأكثر من ذلك، فتحمل الإنسان، وتطير به في الهواء، وتنقله من مكان إلى مكان، وقد تأتي له بأشياء يطلبها، ولكنها لا تفعل هذا إلا بالضالين، الذين يكفرون بالله ربّ الأرض والسماوات، أو يفعلون المنكرات والموبقات.... وقد يتظاهر هؤلاء بالصلاح والتقوى، ولكنهم في حقيقة أمرهم من أضلّ الناس وأفسقهم، وقد ذكر القدامى والمحدثون من هذا شيئاً كثيراً، لا مجال لتكذيبه والطعن فيه، لبلوغه مبلغ التواتر، فمن ذلك ما ذكره ابن تيمية عن الحلاج قال: وكان صاحب سيمياء وشياطين تخدمه أحياناً، كانوا معه بعض أتباعه على جبل أبي قبيس، فطلبوا منه حلاوة، فذهب إلى مكان قريب، وجاء بصحن حلوى، فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوي باليمن، حمله شيطان تلك البقعة ـ قال: ومثل هذا يحدث كثيراً لغير الحلاج ممن له حال شيطاني، ونحن نعرف كثيراً من هؤلاء في زمننا وغير زمننا. انتهى.

وله تتمة إضافية تنظر في كتاب الشيخ: عالم الجن والشياطين ـ فهذا الأمر موجود في كل زمان كما رأيت لا يقتصر على زمان دون زمان، وكون الشخص المعين لا يسمع به لا يستلزم عدم وجوده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني