الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهدي النبوي في إجابة من سأل عن وجود الله

السؤال

عندما كنت صغيرا ظللت ألح على أبي أن يقول لي من أين جاء الله؟ فقال لي لكي يسكتني إنه لم يلد ولم يولد وأنه شيء كوني ليس له خالق، فهل هذا الكلام مكفر؟ وهل من جهل حكم هذا الكلام يكون معذورا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنكرر للأخ السائل ونلح عليه في ترك التعمق في مسائل التكفير، فالإعراض عنها من الأمور الضرورية لمن ابتلي بالوساوس فيها، وأما جواب سؤاله، فإن أباه لم يخطئ في كلامه، فضلا عن أن يحكم بكفره، فإن المشركين لما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك! أنزل الله: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ{:1ـ 4} رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرج البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بسند حسن عن ابن عباس، أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبد! فأنزل الله عز وجل: قل هو الله أحد.. إلى آخرها، فقال: هذه صفة ربي عز وجل. اهـ.

قال ذلك في شرح الحديث الذي رواه الشيخان عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه.

والمقصود أن تلاوة سورة الإخلاص: خير إجابة لمن سأل عن الله عز وجل.

وكذلك قول والدك: شيء كوني ليس له خالق ـ لا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ فإنه يصح وصف الله تعالى بالشيء، فإن الشيء يساوي الموجود لغة وعرفا، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 161651.

والوصف بالكوني له محمل صحيح، فإن الْكَوْن هو الْوُجُود الْمُطلق الْعَام، كما في المعجم الوسيط، فكأن والدك أراد أن وجود الله تعالى لم يسبقه عدم، ولم يكن بسبب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني