الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكفير والقذف بغير حجة معصيتان عظيمتان

السؤال

لماذا الرمي بالزنا أشد من الرمي بالكفر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن كلاً من القذف بلا بينة، والتكفير بلا حجة واضحة أمر عظيم وإثم كبير، لما في كل منهما من اتهام الأبرياء بما ليس فيهم، فقد ورد في التحذير من القذف والترهيب منه قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور:23].
ومما ورد في التحذير من تكفير المرء بغير حجة ما رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما.
لذا فإن على العاقل أن لا يقدم على أحدهما دون بينة واضحة، أو حجة صحيحة.
أما كون رمي الشخص بالزنا أشد من رميه بالكفر، فلم نعثر عليه، وإذا كان السائل فهم ذلك من كون من رمى غيره بالزنا يجلد بخلاف من رماه بالكفر فهو فهم خاطئ، إذ الجلد وغيره من سائر العقوبات الدنيوية أهون بكثير من احتمال الكفر الذي إن لم يتصف به من رمي به باء به هو، كما في حديث مسلم المتقدم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني