الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعتبر قولهم فيما يستخبث وما لا يستخبث من الطعام

السؤال

ما حكم أكل الضفادع والأفاعي وما شابه ذلك؟ وما هو الدليل؟ هل لأن العرب تستقذر أكل مثل هذه الحيوانات؟ وفي حالة إجماع العرب على عدم استقذار هذا الشيء مع قذارته هل يحل أكله؟وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز أكل الضفادع ولا الأفاعي، والأدلة على ذلك تجدها في الفتوى رقم: 543 فراجعها.
واعلم أن الذين يعتبر قولهم فيما يستخبث وما لا يستخبث هم أهل الحجاز وحدهم، فما استطابوه فهو حلال، وما استخبثوه فهو حرام.
قال ابن قدامة في المغني: فما استطابته العرب فهو حلال، لقول الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ) [الأعراف: 157]. يعني: ما يستطيبونه دون الحلال، بدليل قوله في الآية الأخرى: (يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) [المائدة:4].
ولو أراد الحلال لم يكن ذلك جواباً لهم.
وما استخبثته العرب، فهو محرم لقول الله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [الأعراف:157].
والذين تعتبر استطابتهم واستخباثهم هم أهل الحجاز من أهل الأمصار، لأنهم الذين نزل عليهم الكتاب، وخوطبوا به وبالسنة، فرجع في مطلق ألفاظهما إلى عرفهم دون غيرهم.
انتهى.
وبهذا تعلم أنهم إذا استخبثوا شيئاً أو استطابوه كان القول قولهم، ولا اعتبار بمخالفة غيرهم لهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني