الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحج هل يكفر الكبائر

السؤال

هل الحج يمحو كل الذنوب حتى عدم الصوم في رمضان وحتى الكبائر ؟ وإن كان يمحو الكبائر هل هذا يعني أن الحد يسقط عن المذنب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاختلف العلماء هل الحج يكفر الكبائر أم لابد من توبة؟ ففي الفتاوى الفقهية الكبرى لابن حجر الهيتمي من الشافعية سئل عن مطلق الحج المبرور هل يكفر الكبائر كالإسلام؟
فأجاب: الحج المبرور يكفر ما عدا تبعات الآدميين، كما حكى بعضهم الإجماع على هذا الاستثناء.
والحديث المقتضي لتكفير التبعات أيضاً ضعيف، فقول بعضهم يقضيته وَهْم وتكفير ذلك لا ينافي وجوب التوبة منه..."

وفي رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين الحنفي مطلب: هل الحج يكفر الكبائر؟ قيل: نعم كحربي أسلم، وقيل: غير المتعلقة بالآدمي كذمي أسلم، وقال عياض : أجمع أهل السنة أن الكبائر لا يكفرها إلا التوبة، ولا يصح هذا الإجماع.
وهذه المسألة من المسائل الظنية، فلا يقطع بتكفير الحج للكبائر من حقوق الله فضلاً عن حقوق الآدمي كما انتهى إلى ذلك ابن نجيم وابن عابدين وغيرهما في هذه المسألة.
وينبغي التنبه إلى أن المقصود بقول من قال بتكفير الحج للكبائر ليس إسقاط الحقوق عن الحاج، فلا يطالب بما لزمه من قضاء ونحوه، بل المراد أنه تكفير عنه إثم تأخير ذلك، فإذا فرغ من الحج طولب بقضاء ما لزمه، فإن لم يفعل مع قدرته، فقد ارتكب كبيرة أخرى.
أما الشق الثاني من السؤال فجوابه أن من لزمه حد لله تعالى فتاب قبل أن يرفع إلى الإمام فإن التوبة تسقط ذلك الحد عنه، وينبغي لمن ابتلي بارتكاب شيء من المحرمات التي لا حق فيها للعباد أن لا يطلع أحداً على ذلك، وأن يستتر بستر الله، وما كان من حق للعباد فإنه لا يسقط بالتوبة، ولا بد من تمكينهم من استيفائه كالقصاص ونحوه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني