الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مكائد الشيطان .. تزيين الخير لإدراة الشر

السؤال

هل يمكن أن يوسوس لي الشيطان لعمل شيء مفيد، وطيب، فيه الخير، وهو لا يريد من ذلك إلا الشر؟ وكيف يحدث ذلك إن كان ذلك حقا؟ وما الفرق بين وسوسة النفس، ووسوسة الشيطان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يوسوس الشيطان للإنسان بخير يريد من ورائه الشر، ولذلك صور منها: أن يوسوس له بخير يتبعه منكر؛ فقد يدخل الشيطان للعبد من مدخل الحرص على الخير، ويحصل ذلك كثيراً في الوسوسة للرجال بنصح النساء، ودعوتهن، والعكس، ثم يحصل إخلال بالضوابط الشرعية، فيحصل المحظور، فهذا عمل صالح توصل به إلى محرم.

وعلاج هذه الصورة هو الحذر من الفتن، وذرائع المعاصي؛ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 30695، والفتوى رقم: 222415، وتوابعها.

ومنها أن يأمره بخير يضيع به ما هو أولى.

قال الغزالي في الإحياء: وَإِذَا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ التَّدَبُّرِ إِلَّا بِتَرْدِيدٍ فَلْيُرَدِّدْ، إِلَّا أَنْ يكون خلف إمام، فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى، كان مسيئاً، مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه، وكذلك إن كان في تسبيح الركوع وهو متفكر في آية قرأها إمامه، فهذا وسواس؛ فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال: الوسواس يعتريني في الصلاة، فقيل: في أمر الدنيا؟ فقال: لأن تختلف في الأسنة أحب إلي من ذلك، ولكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل، وأني كيف أنصرف. فعد ذلك وسواساً، وهو كذلك، فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه. والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم ديني، ولكن يمنعه به عن الأفضل. انتهى.

وقد ذكرنا الفرق بين حديث النفس، ووساوس الشيطان في الفتوى رقم: 114571 ، وتوابعها.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 71762.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني