الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الطهارة وكيفية التغلب عليها

السؤال

لدي مشكلة مع الطهارة، وأعتقد أني لا أستطيع أن أتطهر مئة بالمئة إلا بمشقة، فلست مقتنعًا بأنها وساوس، وأنا لا أنكر أني مصاب بالوسواس المرضي القهري، لكن هذا لا يعني أن كل ما نفكر فيه يكون وسواسًا، فتخطر ببالنا خطرات لا نستطيع إهمالها؛ لاعتقادنا بصحتها، وسأذكر بعض الخطرات التي تمر علينا وتسبب لنا المشقة، خاصة في موضوع الطهارة، وأتمنى منكم أن تحكموا عليّ بالوسوسة من عدمها، واذكروا لي ما الذي يجب عليّ فعله، وسأبدأ بالاستنجاء من المذي وما أقوم بفعله للتطهر التام:
1- عند الاستنجاء أقوم بصب الماء مع الدلك على كل الجزء الأسفل من الجسم؛ لأني لا أستطيع أن أحدد المكان الذي أصابه المذي، وبعدها أقوم بصب الماء وحده؛ لأن - من وجهة نظري - اليد أثناء الدلك تكون متنجسة، فقد تصل إلى الجسم، ولا يصل إليه الماء، وهذا وارد بنسبة مئة بالمئة بالنسبة لي.
2- بعد حلق شعر الأنثيين بفترة يكون صغيرًا، ويخرج بشكل مستقيم بسبب خشونته، وقد يصل طوله إلى 2 سم، وعند الغسل ينساب الماء بشكل طبيعي إلى جلد الخصية، ولا أرى الماء يصل إلى الشعر بشكل طبيعي؛ لأنه يخرج مستقيمًا، فأقوم بإمرار الماء على كل شعرة في الخصية، وأغسلها من الأمام والخلف، وهذا فيه مشقة، وأخشى كذلك أن يسبب لي ضررًا.
3- أنا آخذ بمذهب العفو عن يسير النجاسة مطلقًا، لكني وقعت في إشكال، وهو أن النجاسة اليسيرة تكثر مع الوقت، خاصة إذا خرج الإنسان وملابسه مبللة بيسير النجاسة، وجلس على الكرسي، أو تعرق وجلس عليه مع الوقت، ومع كثرة الجلوس تكثر النجاسة، فتخرج عن مفهوم اليسير، فبهذا تتنجس أماكن متعددة في المنزل والسيارة، ويدخل الإنسان في حرج شديد، وسؤالي عن هذه النقطة: هل يصح لي أن أعتبر اليسير طاهرًا، ومن ثم يكون كالعدم، وعلى هذا فلا يتكاثر، ولو قلنا: إنه يتكاثر، فهل يعفى عنه لمشقة التحرز منه؟ ولأن تطهير أماكن متعددة في المنزل والسيارة فيه مشقة كبيرة، فأتمنى أن أجد جوابًا عن النقاط بشكل شرعي، خاصة النقطة الثالثة، وعدم الاكتفاء بالقول بأنها وسوسة، وأعرض عنها، وما إلى ذلك، فلو كنت مقتنعًا أنها وسوسة لتخلصت منها بسهولة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن ما تعاني منه وتذكره هو محض وسوسة، ولا بد من أن نقول لك: إنها وساوس، وإن الذي عليك الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وإن حاولت أن توهم نفسك أن الأمر ليس كذلك، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وتدفعها عن نفسك ما أمكن، واعلم أن الواجب في المذي هو غسل الموضع الذي تتحقق أنه أصابه المذي.

وأما ما يشك في وصول المذي إليه: فلا يجب غسله، ويكون الغسل بصب الماء على الموضع المتنجس، فلا تغسل أي موضع تشك في تنجسه ما لم يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد أصابته نجاسة.

وأما ضابط اليسير المعفو عنه من النجاسة: فقد وضحناه في الفتوى رقم: 134899.

وإذا حصل لك شك هل هذه النجاسة يسيرة أو كثيرة: فالأصل عدم كثرتها؛ حتى يحصل لك اليقين بضد هذا الأصل، هذا وليس للوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني