الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز كتم العلم الدنيوي؟ وما حكم الانشغال بالدراسة للامتحان عن إجابة الأم؟

السؤال

هل يجوز كتم العلم للحصول على درجات أعلى؟ فأنا أشعر بالحزن عند كتمه، مع كونه ليس من العلوم الشرعية، وهل يؤثر ذلك على النتيجة أم أنها مقدرة، فلا داعي لكتم العلم ؟ وإذا طلبت مني أمي شيئًا أثناء مراجعة الدروس، فقلت: "إني أذاكر للامتحان" فهل يعد ذلك من العقوق؟ وهل عليّ ذنوب في ذلك؟ وماذا أفعل إذا طلبت أمي شيئًا، وأنا أريد أن أدرك صلاة الفريضة في أول وقتها، فهل أصلي أولًا أم أُطيع أمي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 169509، وتوابعها أن كتمان العلوم الدنيوية لا يدخل في الوعيد على كتمان العلم، وإن كان الأفضل بذلها.

وأما النتيجة فمقدرة، ولا يمنع ذلك الأخذ بالأسباب؛ فقد بينا في الفتويين: 62466، 226699 النهي عن ترك العمل، والاتكال على ما سبق به القدر، ولكن كتمان العلم سبب مكروه، بينما بذل العلم عبادة، والعبادة سبب التوفيق، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 243352، وتوابعها.

وإذا طلبت منك أمك شيئًا أثناء مراجعة الدروس؛ فالواجب عليك إجابتها؛ وقد تأثم بعدم إجابتها؛ كما بينا في الفتوى رقم: 76303 .

وإذا ضاق وقتك فيمكنك استئذانها بلطف في تأخير الإجابة لا سيما - إن لم يكن في تأخيرها ضرر - والعادة الغالبة أن الأم، والأب يحرصان على مصلحة أولادهما، ولو اعتادوا منهم البِّر؛ لعاونوهم، ولعل دعوة صالحة من أمك تنفعك أضعاف المذاكرة؛ فاتق الله، واحرص على إرضائها.

ولا شك أن صلاة الفريضة في أول وقتها أفضل من تأخيرها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 29747 إلا أنه ليس واجبًا.

وعليه، فيجب عليك أن تجيب أمك أولًا ثم تصلي، وللفائدة فقد بينا في الفتوى رقم: 98606 الواجب حال تعارض طاعة الوالدين مع صلاة الجماعة؛ فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني