الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تثبت البنوة في الدنيا والآخرة من النكاح الفاسد؟

السؤال

هل الابن الذي ينسب لأب من زواج فاسد هو ابن له عند الله تعالى، ومن ذريته التي تلحق به في الجنة؟ أم أن هذا الحكم بالنسب هو بمثابة حكم دنيوي، أو قضائي، لا يعبر عن الحكم الشرعي الأخروي، والنسب الحقيقي عند الله تعالى - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نص أهل العلم على أن كل نكاح يعتقد الزوجان صحته يثبت به النسب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً "نِكَاحًا فَاسِدًا، مُتَّفَقًا عَلَى فَسَادِهِ، أَوْ مُخْتَلَفًا فِي فَسَادِهِ ...: فَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْهَا يَلْحَقُهُ نَسَبُهُ، وَيَتَوَارَثَانِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. اهـ.

فثبوت النسب في النكاح الفاسد، أو النكاح الصحيح؛ حكم دنيوي يقوم على الظاهر، جاء في الشرح الكبير للشيخ الدردير: وأما الأبوة فثابتة بالظن، والحكم الشرعي.

فهذا ما ذكره أهل العلم، وهو ثبوت البنوة في الدنيا من النكاح الفاسد.

ومن ثم تترتب عليها أحكامها، وهذا ما يعنينا.

وأما ما يتعلق بالآخرة: فعلمه عند الله، قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني