الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز تمني الموت خوفًا من المعصية؟ وهل يعد ذلك من عدم الرضا بقدر الله؟

السؤال

هل يجوز أن يسأل العبد الله أن يقبض روحه خوفًا من سقوطه في المعصية، فقد ابتليت بقوة الشهوة الجنسية، ولم يقدر الله أن أتزوج بعد، وإلى حد الآن لم أقع في معصية، لكنني لم أعد قادرًا على تحمل هذا الحال، خصوصًا أن كل بيئتنا مختلطة؟ وهل يعد هذا من عدم الرضا بقدر الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أنه لا يجوز تمني الموت خوفًا من الوقوع في المعصية، وذلك في الفتوى رقم: 161885.

وقد أوضحنا أيضا في الفتوى رقم: 114475، بعض الأمور التي تعين على ترك المعاصي، فراجعي الفتويين للأهمية.

وقد ذكر أهل العلم أن من حكمة النهي عن تمني الموت أنه يتضمن عدم الرضا بالقضاء، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: ووجه النهي، أن تمني الموت يدل على الجزع في البلاء، وعدم الرضا بالقضاء. اهـ.

والزواج من أعظم ما يعين على العفة, ففي صحيح مسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء.

وجاء في حاشية الروض المربع عند قول صاحب الزاد: وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة، قول البهوتي: لاشتماله على مصالح كثيرة، كتحصين فرجه وفرج زوجته، والقيام بها، وتحصيل النسل، وتكثير الأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك..اهـ.

ولذا، تنبغي المبادرة إليه قدر الإمكان، ويجوز شرعًا أن تبحث المرأة عن الزوج الصالح بشرط الانضباط بضوابط الشرع بلزوم الحشمة والأدب، ولا بأس أيضًا في أن تستعين في ذلك بالثقات من أقربائها وصديقاتها، وراجعي الفتوى رقم: 18430.

وفي نهاية المطاف إذا تيسر لك الزواج فذاك، وإلا فاصبري حتى ييسر الله أمرك، واحرصي على اجتناب مثيرات الشهوة والعمل بما يضادها من الصوم، ونحوه، ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 103381، 1208، 10800.

ولا تنسي أن تكثري من دعاء الله تعالى، وتسأليه بغيتك، فالدعاء من خير ما يحقق به العبد المطلوب، ويحذر به المرهوب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

وانظري الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني