الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفي لاستحالة شيء أن يتغير لونه وطعمه ورائحته؟

السؤال

هل يكفي لاستحالة شيء أن يتغير لونه وطعمه ورائحته؟ لأنني أظن أن الجيلاتين المستخرجة من جلود الخنزير متغيرة اللون، والطعم، والرائحة بالنسبة للمادة الأصلية، لكن تركيبها الكيميائي قريب من التركيب الكيميائي للمادة الأصلية، والتفاعلات التي يقومون بها ليست تفاعلات قوية تغير تغييرًا تامًا المادة الأصلية إلى عين أخرى، مثل تحول الخمر إلى خل مثلًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا ضوابط الاستحالة في الفتوى رقم: 29334، وأنها تغير حقيقة العين.

فالمهم هو التغير الحقيقي بزوال العين النجسة، وتحولها إلى عين مخالفة لها، تفارقها في اسمها، ووصفها.

وأما التغير البسيط في التركيب الكميائي فليس هو الضابط، فتركيب الكحول ـ وهو خمر ـ ch2 ch3 oh، وتركيب الخل ـ حمض الأسيتيك: حمض الخليك ـ ch3 cooh، فهما مستويان في عدد ذرات الكربون، ومتقاربان في باقي المركب، ومع هذا فالخل هو عين مستحيلة من الخمر يجوز استعماله إجماعًا إذا استحال بنفسه، قال ابن تيمية - رحمه الله -: وقد اتفقوا جميعهم أن الخمر إذا استحالت بفعل الله سبحانه فصارت خلًا طهرت.

وليست العبرة أيضًا بنوع التفاعل قوة وضعفًا، وإلا فانقلاب الكحول خمرًا يحصل أحيانًا بنفسه، والعكس، وأحيانًا بنقلها وهذا معلوم، بل قد ذكره الفقهاء، جاء في الروض المربع ممزوجاً بالزاد: فإن خللت، أو نقلت لقصد التخليل لم تطهر.

وراجع للفائدة الفتويين رقم: 245329، ورقم: 67288.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني