الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تتميز الحروف في القرآن عن بعضها بمخارجها وصفاتها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم. السؤال : لقد تبين أن نطق بعض الحروف قد تغير كثيرا كمثل القاف والطاء الذين كانا صوتين مجهورين وصارا مهموسين أو غيرها من الحروف التي اختلف النحاة في تحديد خصائصها كمثل الضاد والجيم. ما تأثيرذلك على تلاوتنا اليوم للقرآن الكريم وهل يجوز التمادي في همس حرف من القرآن نحن نعرف أنه مهموس مثلا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
إن الصفات الذاتية للحروف، كصفة الجهر للقاف والطاء مثلاً هي صفات لا تنقل عن الحرف ولا تنقلب إلى ضدها. ولقد بين لنا أهل اللغة والقراءة أن الحروف تتميز عن بعضها بمخارجها وصفاتها. ولا خلاف في أن الجيم تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى. ولا خلاف كذلك أن الصاد تخرج من حافة اللسان مع ما يحاذيها من الأضراس العليا. فهذا من ناحية المخرج، فإن خرج الحرف من مخرج غيره انقلب إلى حرف آخر ولا شك في حرمة هذا إن قرأ به القارئ كتابَ الله. ومن الصفات المميزة لحرف الضاد عن غيره صفة الاستطالة ومعناها في اللغة: الامتداد، وفي الاصطلاح: امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى نهاية مخرج الضاد. فإن ازدادت صفة الاستطالة عن مخرج الضاد حتى تصل إلى الثنايا تنقلب الضاد ظاءً، ويعد ذلك لحنا جلياً لو قرأ به القارئ مثل قوله تعالى: (ولا الضالين) فلو قرأها وزاد في صفة الاستطالة لأصبحت (ولا الظالين) ومعناها الدائمين المستمرين لأنها من ظل والمعنى غير مراد لأن الأُولى من ضل. وقد قال ابن الجرزي رحمه الله: والضاد باستطالة ومخرج ميِّز من الظاء ............. وإذا تأملنا حرف النون فنجد أن النون حرف مجهور متوسط بين الرخاوة والشدة، وليس من صفاته القلقلة. فمن أحدث صفة القلقلة في ذلك الحرف كما في (أنعمت) مثلاً فإن ذلك يعد لحناً خفياً لأن النون لم تقلب إلى حرف آخر. وأما المبالغة في همس حرفٍ ما كالتاء مثلا، فإن أدت هذه المبالغة إلى زيادة صفة الصفير حتى أشبهت حرف السين كقوله (انفطرتس) بدلاً من (انفطرت) فهذا لحن جلي، وإن لم يصل الحرف فالأصل في القراءة عدم التكلف. ومما تقدم يتبين لنا أن تأثير ذلك التغيير يتوقف على كونه يغير الحرف أم لا. فإن كان يغير الحرف إلى حرف آخر مثل أن يقلب الدال تاء لأن الدال مجهور والتاء مهموس فهذا حرام يأثم به القارئ، وإن لم يغير الحرف فيكون مكروها. ولا يصح المبالغة في إظهار صفة معينة للحرف وإن لم يؤد إلى تغييره لأن الأصل في القراءة عدم التكلف وللحروف موازين تعرف بها كما أشار إلى ذلك الإمام السخاوي في منظمومته بقوله: وللحرف ميزان فلا تك طاغياً فيه ولاتك مخسر الميزان هذا والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني