الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجوز قول فلان صالح لمن ظاهره الصلاح

السؤال

بعض الناس أحيانًا يقول: قال أحد الصالحين كذا وكذا، واستفساري هو: هل هناك بأس في هذه العبارة، وأقصد تحديدًا قول: (أحد الصالحين) ، فبعض الناس يكون ظاهره الصلاح وهو فاسق، فهل هناك حرج في قول أحد الصالحين على المعروفين بالصلاح - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز قول فلان صالح لمن ظاهره الصلاح، فقد ثبت عن كعب بن مالك في قصة تخلفه هو وصاحبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فيما رواه البخاري في صحيحه قال : ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا فيهما أسوة .

وإن كان الأولى أن يقال : نحسبه من الصالحين، ونحو ذلك من العبارات التي لا تدل على القطع بالصلاح، ففي الصحيحين عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ويلك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك، مرارًا، ثم قال: من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلانًا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه.

قال القسطلاني: المعنى :فليقل أحسب أن فلانًا كذا إن كان يحسب ذلك منه، والله يعلم سره؛ لأنه هو الذي يجازيه، إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًا فشرًّا، ولا يقل: أتيقن، ولا أتحقق أنه محسن جازمًا به. اهـ

وفي مرقاة المفاتيح: أحسب فلانًا بكسر السين وفتحها؛ أي: أظنه كذا وكذا؛ يعني رجلًا صالحًا مثلًا، والله حسيبه؛ أي: محاسبه ومجازيه على أعماله، وهو عالم به، ومطلع على أحواله. اهـ.

وانظر للفائدة الفتويين: 242839، 75745 وإحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني