الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنوع آراء العلماء في التقسيم الموضوعي للقرآن

السؤال

إذا أردت تقسيم القرآن لتفسيره. فكيف فهناك مثلا آيات الأحكام، وقصص الأنبياء وماذا أيضا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتفسير القرآن العظيم، علم شريف، له أصوله، وقواعده، ولا يجوز أن يخوض فيه إلا من تحققت فيه الشروط المطلوبة في المفسر، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 9387.
أما تقسيم موضوعات القرآن الكريم إلى أنواع، فقد اختلفت عبارات العلماء في حصر هذه الأنواع، فمنهم من جعلها ثلاثة.

قال ابن العربي –رحمه الله-: والذي أختاره من هذا التقسيم في طريق البيان، وعليه كنت أعول في طريق الإِيراد قديماً، أن علومه على ثلاثة أقسام: توحيد، وتذكير، وأحكام.

فقسم التوحيد فيه تدخل معرفة المخلوقات بحقائقها، ومعرفة الخالق بأسمائه، وصفاته، وأفعاله.

ويدخل في علم التذكير: الوعد والوعيد، والجنة والنار، والحشر، وتصفية الباطن والظاهر عن أخلاط المعاصي.

ويدخل في الأحكام: التكليف كلّه من العمل في قسم النافع منه والضار، وحظ الأمر والنهي والندب. قانون التأويل.

ومنهم من جعلها ستة أقسام، كأبي حامد الغزالي -رحمه الله- حيث قال في كتابه: جواهر القرآن: الفصل الثاني: في حصر مقاصد القرآن ونفائسه: سِرُّ القرآن، ولُبَابُه الأصفى، ومقصدُهُ الأقصى، دعوَةُ العباد إلى الجَبَّار الأعلى، ربِّ الآخرةِ والأولى، خالق السماوات العُلَى، والأرَضين السُلفى، وما بينهما، وما تحت الثَّرَى، فلذلك انحصرت سُوَرُ القرآن وآياتُه في ستة أنواع: - ثلاثة منها: هي السوابق والأصول المُهِمِّة. - وثلاثة: هي الرَّوادف والتوابع المُغنِيَة المُتِمَّة.

أما الثلاثة المُهِمَّة فهي:

(1) تعريف المدعو إليه.

(2) وتعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إليه.

(3) وتعريف الحال عند الوصول إليه.

وأما الثلاثة المُغْنِيَة المُتِمَّة: - فأحدها: تعريف أحوال المُجيبين للدعوة، ولطائف صُنع الله فيهم؛ وسِرُّهُ ومقصودُه التشويقُ والترغيبُ، وتعريفُ أحوال النَّاكبين، والنَّاكلين عن الإجابة، وكيفيةُ قمعِ الله لهم وتنكيلِهِ لهم؛ وسِرُّهُ ومقصوده الاعتبار والترهيب.

وثانيها: حكاية أحوال الجاحدين، وكَشْفُ فضائحهم، وجهلهم بالمجادلة، والمُحاجَّة على الحق، وسِرُّه ومقصوده في جنب الباطل الإِفضاحُ والتَّنْفير، وفي جَنب الحق الإيضاحُ والتَّثْبيتُ والتَّقهير.

وثالثها: تعريف عمارة منازل الطريق، وكيفية أخذ الزاد والأُهبة والاستعداد.

فهذه ستة أقسام. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني